الملكية التي تزعج… لأنها ثابتة حين يتهاوى الآخرون

أخبار وطنية

بقلم: أحمد بومهرود باحث في الإعلام والصناعة الثقافية

تعيش المنطقة المغاربية اليوم مرحلة دقيقة من تاريخها، تتطلّب من قادتها وحكمائها تغليب صوت العقل والحكمة على نزوات التصعيد.
غير أنّ بعض التصريحات الصادرة مؤخراً عن مسؤولين وإعلاميين جزائريين، والتي تضمّنت تحريضاً سافراً ضد المغرب ومؤسساته، تكشف عن نزعةٍ مقلقة نحو إشعال الفتنة بدل إطفائها، وعن رغبةٍ في تصدير الأزمات بدل معالجتها داخلياً.
لقد بات واضحاً أن ما يزعج بعض الأطراف في استقرار المغرب ليس سياسته، ولا نجاحه التنموي فحسب، بل تلك الملكية الراسخة التي أثبتت عبر التاريخ أنها عماد الوحدة وضمانة الأمن والسلم الاجتماعي.

لماذا أكتب

الدافع لكتابة هذا الموضوع هو ما لاحظناه من خروج بعض المسؤولين في الدولة الجزائرية، ومعهم عدد من الإعلاميين في قنواتهم الرسمية، وهم يحرّضون شباب المغرب على التمرّد على مؤسساتهم، خصوصاً أولئك الذين يعبّرون عن مطالب اجتماعية سلمية في الشارع.
لكن هؤلاء ينسون، أو يتناسون، أن المغاربة، على اختلاف آرائهم، موحّدون حول ملكهم ووطنهم، وأن التحريض على المؤسسة الملكية هو في جوهره تحريض على كيان الأمة نفسه.
فالمغاربة لا يرون في الملك محمد السادس مجرّد رئيس دولة، بل رمزاً لهويةٍ ممتدّة في عمق التاريخ، ورابطاً روحياً ودينياً وسياسياً يوحّدهم في وجه كل محاولات التشتيت.
فالملكية المغربية لم تُفرض يوماً بالقوة، بل اختارها الشعب بإرادته الحرة عبر قرونٍ من البيعة والوفاء. هي مؤسسةٌ من رحم التاريخ، حافظت على تماسك الدولة حين انهارت دول كثيرة من حولنا.
ولهذا بالذات، تزعج الملكية المغربية خصومها، لأنها تمثّل نموذجاً فريداً في الاستمرار والاستقرار، في عالمٍ عربيٍ مثخنٍ بالتحولات والاضطرابات.
تزعجهم لأنها تملك شرعيةً تاريخيةً وشعبيةً لا تُشترى بالدعاية ولا تُفرض بالسلاح.
تزعجهم لأنها تمضي في طريق الإصلاح الهادئ والعقلاني، بينما يغرق الآخرون في صراعات الخطابات والمزايدات.

  • بين المغرب والجزائر… حين يختار البعض التحريض بدل الحوار

اختار المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصرهاللهوأيده، نهج التعقّل واليد الممدودة في كل المناسبات، إيماناً بمبدأ حسن الجوار ووحدة المصير المغاربي.
لكن استمرار الخطاب العدائي والتحريض الإعلامي من الطرف الآخر يطرح تساؤلاتٍ مشروعة:
هل يراد فعلاً بناء مغربٍ عربيٍ متكامل، أم تكريس القطيعة والخصومة بين شعبين شقيقين؟
لقد أثبت المغرب أنه لا يردّ على الاستفزاز بالاستفزاز، بل بالحكمة والعمل الميداني والإنجازات. غير أن الصبر لا يعني ضعفاً، والهدوء لا يعني قبول الإهانة.
فالمغرب، القوي بمؤسساته وثوابته، يعرف متى يصبر، ومتى يقول كلمته بثقةٍ ومسؤولية.

  • ديروا فبالكم

إن المملكة المغربية اليوم تواصل مسيرتها بثباتٍ نحو المستقبل، مستندةً إلى وحدة شعبها وصلابة مؤسساتها.
ومهما حاول البعض التشويش أو التحريض، فإن الحقيقة تظل ساطعة:
هذه المملكة تزعج لأنها ثابتة، ولأن استقرارها يربك من تعوّد على الفوضى.
فالمغاربة، ملكاً وشعباً، يكتبون معاً قصة وطنٍ اختار البناء لا الهدم، والوفاء لا الخيانة، والعقل لا الغوغاء.
وسيظل المغرب، بإذن الله، كما أراده أجداده، وكما يقوده ملكه اليوم:
مملكة راسخة حين يتهاوى الآخرون.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً