المغرب يرسخ مكانته كقطب استثماري إفريقي: طفرة في تدفقات رأس المال الأجنبي تعزز الثقة في الاقتصاد الوطني

أخبار وطنية

بقلم : أحمد بومهرود باحث في الإعلام و الصناعة الثقافية

أكد تقرير حديث صادر عن موقع The African Exponent المتخصص في التحليلات الاقتصادية والمالية، أن المغرب بات ضمن أكبر عشر دول إفريقية من حيث تدفقات رأس المال الأجنبي بحلول عام 2025، في خطوة تعكس التحول النوعي الذي تشهده بيئة الأعمال المغربية خلال السنوات الأخيرة.

  • قفزة نوعية في الاستثمارات الأجنبية

أوضح التقرير أن الاستثمارات الأجنبية الموجهة نحو المغرب سجلت ارتفاعًا بنسبة 55٪ خلال عام 2024 مقارنة بسنة 2023، وهو ما يُعد من أعلى معدلات النمو في القارة الإفريقية. وبلغ حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة 1.64 مليار دولار، ما يعكس جاذبية السوق المغربية وتزايد ثقة المستثمرين الدوليين في استقرار الاقتصاد الوطني وقدرته على تحقيق عائدات مستدامة.

  • تنويع اقتصادي واستقرار سياسي

ويرى محللون اقتصاديون أن هذا الأداء القوي يعود إلى استراتيجية المغرب في تنويع اقتصاده، لا سيما عبر تطوير قطاعات جديدة كصناعة السيارات والطائرات والطاقات المتجددة. كما ساهم الاستقرار السياسي والمالي الذي تنعم به المملكة في ترسيخ صورتها كبيئة آمنة ومغرية للاستثمار الأجنبي، خصوصًا في ظل التقلبات التي تعرفها بعض الاقتصادات الإفريقية.
يقول الخبير الاقتصادي المغربي محمد الكتاني إن “الاستثمارات الأجنبية أصبحت تراهن على المغرب باعتباره بوابة نحو إفريقيا جنوب الصحراء، بفضل موقعه الجغرافي الاستراتيجي والبنية التحتية المتطورة، وعلى رأسها ميناء طنجة المتوسط الذي يعد من بين الأكبر في العالم.”

  • إصلاحات هيكلية وبيئة أعمال جاذبة

من العوامل التي ساهمت في تعزيز جاذبية المغرب للاستثمار، الإصلاحات المتواصلة في مجال مناخ الأعمال، وتبسيط المساطر الإدارية، وتحفيز المستثمرين من خلال حوافز ضريبية وتشريعات مرنة. كما أطلقت الحكومة المغربية برامج دعم للشراكات بين القطاعين العام والخاص، إضافة إلى توجهها نحو الرقمنة الشاملة في الخدمات الإدارية والمالية.

  • الطاقة المتجددة رهان المستقبل

يشير التقرير كذلك إلى أن المغرب أصبح من الرواد الإقليميين في مجال الطاقات المتجددة، إذ تستقطب مشروعات الطاقة الشمسية والريحية اهتمامًا متزايدًا من المستثمرين الدوليين. ويُتوقع أن تلعب هذه المشاريع دورًا حاسمًا في تعزيز مكانة المغرب كمصدر رئيسي للطاقة النظيفة نحو أوروبا وإفريقيا في آن واحد.

  • خلاصة

تؤكد هذه المؤشرات أن المغرب يسير بخطى ثابتة نحو ترسيخ مكانته كـقوة اقتصادية صاعدة في القارة الإفريقية، وأن ارتفاع تدفقات رأس المال الأجنبي ليس حدثًا عابرًا، بل نتيجة رؤية اقتصادية واضحة توازن بين الانفتاح والاستدامة.
وبينما تواصل المملكة جهودها لتعزيز تنافسيتها الإقليمية، يبدو أن ثقة المستثمرين العالميين في الاقتصاد المغربي ستستمر في التنامي خلال السنوات القادمة.