المغرب والسنغال: 60 عامًا من التعاون المثمر ورؤية مستقبلية للتنمية المستدامة

أخبار وطنية

شهدت مدينة العيون يوم 27 أكتوبر 2025 احتفالاً مميزًا يجسد شراكة تاريخية بين المغرب والسنغال تمتد لأكثر من ستة عقود، حيث تم تكريم هذه العلاقة الممتدة التي قامت على التعاون المشترك والتفاهم الاستراتيجي بين البلدين. ويأتي هذا الاحتفال في وقت تشهد فيه إفريقيا تحديات كبرى في مجالات التنمية المستدامة والأمن الغذائي، ما يجعل تعزيز الشراكات جنوب-جنوب أكثر أهمية من أي وقت مضى.

وقد احتضن هذا اللقاء الاحتفالي مقر المعهد الإفريقي للأبحاث الزراعية المستدامة التابع لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات، ما يضيف بعدًا علميًا واستراتيجيًا للاحتفال، إذ يعد المعهد مركزًا للنهوض بالبحث العلمي الزراعي المستدام وتكوين الطلبة الأفارقة، بما يسهم في تأهيل جيل قادر على مواجهة التحديات التنموية في القارة.

تحليل هذا الحدث يشير إلى عدة نقاط جوهرية: أولًا، أن العلاقة المغربية السنغالية تتجاوز البعد السياسي لتشمل التعاون العلمي والبحثي والتنموي، وهو نموذج ناجح لتعاون جنوب-جنوب يمكن تكراره في مناطق أخرى. ثانيًا، أن الاستثمار في البحث العلمي، كما يقدمه المعهد الإفريقي، يمثل أداة استراتيجية لتعزيز الأمن الغذائي وابتكار حلول مستدامة لتحديات الزراعة في إفريقيا. ثالثًا، أن دور الجامعات المغربية، مثل جامعة محمد السادس متعددة التخصصات، يثبت أن التعليم العالي يمكن أن يكون منصة مركزية للتنمية الإقليمية والدولية، حيث لا يقتصر دورها على التعليم بل يمتد إلى البحث والتكوين المهني والخدمات التنموية.

إن الاحتفال بالذكرى الستين للعلاقات المغربية السنغالية ليس مجرد مناسبة رمزية، بل هو فرصة لإعادة التأكيد على أهمية الشراكات طويلة الأمد المبنية على الثقة والمصالح المشتركة. كما يعكس أهمية التركيز على بناء قدرات الباحثين الشباب في إفريقيا، بما يضمن استدامة هذه الشراكات ويحقق أثرًا ملموسًا على المجتمعات المحلية والقارة ككل.
كما ، يمكن القول إن هذا الحدث يؤكد قدرة المغرب والسنغال على تحويل العلاقات التاريخية إلى شراكات استراتيجية في البحث العلمي والتنمية المستدامة، بما يمثل نموذجًا يحتذى به في إفريقيا والعالم. إن الاستثمار في البحث الزراعي وتكوين الكفاءات الأفريقية يشكل حجر الزاوية لتحقيق الأمن الغذائي ومواجهة التحديات البيئية، ويعكس رؤية مشتركة لمستقبل مستدام وواعد للقارة.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً