وبعد ذلك سجّل أغنية يا أبي نوفا وقد حققت تلك الأغنية شهرة كبيرة يذكر أن أستاذ العلوم الطبيعية هو من دفعه للفن والعزف على الجيتار وعمره لم يتجاوز بعد التاسعة، لكن في طفولته وحتى بداية شبابه لم يكن في نية إيدير التفرغ للفن، حيث كرس جل أوقاته لدراسة الجيولوجيا وتنقل سنة 1973 إلى الصحراء الجزائرية للعمل في مجال البترول والغاز، وهناك اكتشفه الزملاء بعد أن أدى لهم قصيدة أفافاي نوفا التي أصبحت بعد ذلك من أشهر الأغاني، حيث سجلت في استديو القناة الأمازيغية بالجزائر العاصمة . وفي سنة 1979 أعاد إيدير التجربة بكتابته لمجموعة من الأغاني تضمها ألبومه الثاني والذي حمل عنوان (أياراش إناغ)
وفي سنة 1993 عاد الفنان بعمل جديد أدخله عالم الاحترافية مع فرقة بلو سيلفيري عمل بإيقاعات موسيقية تتضمن آلة القيتارة، الناي، والأورق، إضافة إلى الدربوكة التي تنفرد بخصوصية عربية مائة بالمائة.
كما يعرف عن إيدير أنه من دعاة السلام، حيث يعد من بين الفنانين المتحمسين للتظاهرات الفنية المساندة للقضايا الإنسانية والقومية، حيث اشترك هو والشاب خالد في 22 يناير 1995 في حفل حضره 6000 شخص من مختلف الجنسيات، وهذا لدعم المساعي الدولية وترسيخ فكرة الأمن والسلام والحرية في العالم في إطار النشاط السنوي لجمعية الجزائر الحياة، التي يترأسها الشاب خالد. كما شارك إيدير في حفل تكريمي لمعطوب الوناس الذي اغتيل سنة 1998.
سنة 1999 كانت بالنسبة للفنان إيدير من أخصب السنوات فنيا وأكثرها أهمية من حيث إنتاج الألبومات، حيث استطاع جمع عدد كبير من الفنانين والموسيقيين العالميين لتسجيل أغنية A VAVA INOUVA وبهذا يكون المطرب إيدير قد سجل ثلاث ألبومات في ظرف ثلاثين سنة.
وإلى جانب الفن لإيدير اهتمامات بالبيئة والطبيعة، وهذا ما جعله ينخرط في جمعية إيكول أكسون التي تسعى لإعادة الاعتبار للطبيعة وبالأخص الغابات، ويشجع غرس الأشجار من طرف الأطفال بإعطائهم جائزة مالية رمزية.
«أفافا ينوفا» أو «يا أبي اينوفا»، وهي واحدة من أشهر الأغاني الجزائرية المكتوبة باللّغة الأمازيغية، عمرها أكثر من 30 سنة، تحكي يوميات الشتاء الجزائري في منطقة القبائل الكبرى حيث يعربد «الثلج» بلا رحمة، ويطلق جيوشه فلا يعترضها أحد. تختلط في الأغنية أجواء الأسطورة بالحكاية بالإيقاع الهادئ العذب. تبدأ الأغنية الأمازيغية بجزء من أسطورة محلّية معروفة. رحم الله الفنان العالمي حميد شريت
الدكتور إبراهيم المرابط