دخل رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، محمد الغلوسي، على خط اختفاء 51 مهاجرا انطلقوا من سواحل أكادير في اتجاه جزر الكناري.
في هذا السياق، أفاد الغلوسي بأن “12 يوما مرت دون أن تسمع العائلات أي خبر عن 51 شخصا ينحدرون من العطاوية وقلعة السراغنة وواركي، والذين اختاروا ركوب قافلة الموت للهجرة إلى الضفة الأخرى بحثا عن أحلام مفقودة”.
وقال الغلوسي في تدوينة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” : “لا الأحلام تحققت ولا الشبان عرف مصيرهم”، مضيفا أن هؤلاء “ينحدرون من أسر فقيرة تواجه ضنك العيش وتقلبات المناخ والأرض والحياة، وسوق لهم بأن الضفة الأخرى هي جنة فوق الأرض”.
وأوضح ذات المحامي بأن “الواقع المرير هو من أجبر 51 شخصا على ركوب الموت من مدينة أكادير في اتجاه جزر الكناري”، فيما “تعاني أسرهم ترقبا لخبر يرفع عنها غشاوة الاختفاء الاضطراري”.
وفي سياق متصل، اعتبر ذات الحقوقي أن “شبكات الهجرة والموت وجدت فرصة للمتاجرة بأرواح العديد من الشباب”، مشيرا إلى أن هذه الشبكات “تشتغل في واضحة النهار وتمتص دماء البؤساء، ورغم ذلك بقيت بعيدة عن دائرة سيف الملاحقة القانونية”.
وبحسب الغلوسي، فإن “نشاط هذه الشبكات وابتلاع البحر في كل مرة لمجموعة من الأشخاص (…) هي وقائع تختبر المشاريع والبرامج التي قيل عنها إنها تنموية وتستهدف فك العزلة ومواجهة الهشاشة والفقر والبطالة”، مضيفا أنها أيضا “حقائق تكشف زيف الدولة الاجتماعية وتضع الدمغة على واقع الظلم وسوء توزيع الثروة والتفاوت المجالي والاجتماعي والفساد والريع”.
وختم رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام تدوينته بالتساؤل عما إذا ما إذا كانت الجهات المعنية ستتحرك لإيقاف نزيف الموت وتفكيك شبكات الهجرة وتجار الأرواح، والضرب بقوة لردع هؤلاء والكشف عن مصير الشبان الذين انقطعت أخبارهم منذ سلموا أنفسهم للأمواج.
وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة من العائلات والأسر كانت قد أكدت بأنها فقدت الاتصال بأبنائها منذ 12 يوما، بعد محاولتهم الهجرة بشكل غير نظامي نحو جزر الكناري الإسبانية في المحيط الأطلسي.
وأفاد متحدث باسم عائلات 51 مهاجرا مغربيا، بأن هؤلاء “انطلقوا فجر الأحد 11 يونيو الجاري على متن قارب من سواحل أكادير باتجاه جزر الكناري”، مضيفا أن “الأسر لا تملك حتى اليوم أي معلومات عما حل بأبنائها”.
وأضاف ذات المتحدث، وهو من أقارب أحد المفقودين، بأن “القارب الذي يقل هؤلاء المهاجرين كان من المفترض أن يصل إلى وجهته في حدود يومين إلى ثلاثة أيام على أبعد تقدير، ولكن بعد مرور حوالي 12 يوما لم يرد أي جديد حول مصيرهم”.
وطالب ذات المتحدث السلطات المغربية بالتدخل من أجل كشف مصير هؤلاء المهاجرين، رأفة بذويهم وأمهاتهم اللواتي تحترق أفئدتهن بسبب الوضع المجهول لفلذات أكبادهت.