الصناعة التقليدية المغربية تعود بقوة: السعدي يؤكد مكانة 2.6 مليون صانع و”الجائزة الوطنية” تعزز التنافس والإبداع

أكادير والجهات

أكد لحسن السعدي، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني أن ما يهمنا نحن هنا في أكادير والمغرب عموماً، أن الصانع التقليدي المغربي يحظى اليوم بالمكانة التي يستحقها، وذلك تنفيذاً للتوجهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. هذا القطاع الحيوي أصبح يضم أكثر من 2.6 مليون مغربي ومغربية، يشكلون قاطرة حقيقية لـالاقتصاد الاجتماعي والتضامني.

وشدد السعدي على أن الشباب المغربي يلعب دوراً محورياً في تجديد الحرف التقليدية، حيث يجمع بين الابتكار والحفاظ على الأصالة المغربية. هذه الدينامية الجديدة هي ما تدفع الحكومة إلى إطلاق مبادرات نوعية.

الجائزة الوطنية لأمهر الصناع: تحفيز ملكي للإبداع في الحرف التقليدية
في خطوة هامة لتعزيز التنافس والإبداع بين الحرفيين المغاربة، أعلنت الحكومة عن عودة الجائزة الوطنية لأمهر الصناع، والتي تُقام تحت الرعاية الملكية السامية بعد توقف لسنوات. هذه الجائزة تأتي استجابةً مباشرة لمطالب الصناع التقليديين وتهدف إلى تسليط الضوء على الإبداعات في جميع جهات المملكة.

وقد شهدت الدورة الأخيرة مشاركة واسعة لأكثر من 600 صانع وصانعة من مختلف الأقاليم، بما في ذلك المناطق الجنوبية كالتي ننتمي إليها. قامت لجنة التحكيم بجولات ميدانية مكثفة ودرست ما يقارب 200 منتوج لاختيار الأفضل وفق معايير دقيقة، مؤكدة بذلك رسالة واضحة بضرورة الحفاظ على الموروث الثقافي والحرفي للمغرب.

استراتيجية شاملة: التكوين المهني ودعم الحرفيين
لتأمين استمرارية الحرف التقليدية ونقل المهارات، أكد كاتب الدولة على المجهودات الحكومية الكبيرة، خصوصاً عبر الورش الكبير للتكوين المهني الذي يشمل حالياً أكثر من 30 ألف متدرج ومتدرجة. كما تم إطلاق مبادرة الأبواب المفتوحة في 67 مركزاً للتكوين و120 ملحقة، ما يمثل بنية تحتية ضخمة لتمكين الجيل القادم.

قوة البطاقة المهنية: امتيازات غير مسبوقة للصانع التقليدي
في سياق الدعم المباشر، أشار السعدي إلى أن الحصول على البطاقة المهنية للصانع التقليدي، وفقاً للقانون 50-17، يفتح آفاقاً واسعة من الامتيازات. هذه البطاقة لا تقتصر على الاعتراف المهني فحسب، بل توفر دعماً مالياً حقيقياً يشمل التمويل بأسعار تفضيلية، و عروض خاصة في السكن والتنقل والتأمين، فضلا عن قروض شرف لدعم المشاريع المبتكرة.

و تندرج هذه الإجراءات ضمن استراتيجية حكومية متكاملة تهدف إلى تمكين الصانع التقليدي وتوفير كل أدوات النجاح والابتكار، لضمان استمرار تألق الصناعة التقليدية المغربية كرمز لهويتنا الاقتصادية والثقافية.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً