الرباط.. عاصمة الإشعاع والحداثة في عهد الملك محمد السادس نصره الله

أخبار وطنية

بقلم: أحمد بومهرود باحث في الإعلام و الصناعة الثقافية

تعيش العاصمة المغربية الرباط اليوم مرحلة ازدهار غير مسبوقة، جعلتها نموذجاً فريداً في التنمية الحضرية والثقافية والسياحية على الصعيدين الوطني والدولي. فمنذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيّده عرش أسلافه المنعمين، شهدت المدينة نهضة شاملة، تُوّجت بتتويجات عالمية وبتحولات عمرانية جعلت من الرباط بحق “مدينة الأنوار والثقافة”.

  • نهضة حضرية شاملة برؤية ملكية متبصّرة

أطلق جلالة الملك منذ بداية عهده مشاريع مهيكلة طموحة أعادت رسم ملامح العاصمة. فمشروع تهيئة وادي أبي رقراق مثلاً حوّل المنطقة إلى قطب حضري وسياحي نابض بالحياة، يجمع بين الجمال الطبيعي والبنية التحتية العصرية، رابطاً بين الرباط وسلا بجسور معمارية فريدة ومرافئ ترفيهية متطورة.
كما أصبحت الرباط مدينة الذكاء المستدام، بفضل اعتمادها مقاربة متكاملة في النقل والبيئة والخدمات، تعكس الإرادة الملكية في جعلها مدينة خضراء ومتصالحة مع الإنسان والطبيعة.

  • مشاريع مبتكرة: الرباط تسبق إفريقيا

في خطوة غير مسبوقة على الصعيدين الوطني والإفريقي، أعلنت شركة “الرباط للنقل” مؤخراً عن إطلاق صفقة بقيمة 2,3 مليار سنتيم لاقتناء وتشغيل حافلتين سياحيتين برمائيتين قادرتين على السير براً وبحراً بين ضفتي نهر أبي رقراق.
هذه المبادرة المبتكرة تجعل من الرباط أول مدينة إفريقية تعتمد هذا النمط من النقل السياحي، الذي يجمع بين المتعة والمغامرة والاكتشاف، على غرار كبريات المدن الأوروبية والأمريكية. وهو مشروع يؤكد مدى انخراط العاصمة في دينامية السياحة الذكية والمستدامة التي تراهن عليها المملكة في رؤيتها المستقبلية.

  • الرباط في مصاف الوجهات العالمية

تقديراً لهذا التحول النوعي، صنّفت مجلة ناشونال جيوغرافيك الأمريكية المرموقة مدينة الرباط ضمن أفضل خمس وجهات عالمية ينبغي اكتشافها في سنة 2026، متقدمة على مدن شهيرة كـريو دي جانيرو وفانكوفر وهاواي.
وأشادت المجلة بالعاصمة المغربية التي “تمزج بين عراقة التاريخ وحداثة الحاضر”، مبرزة معالمها المتميزة مثل برج محمد السادس، الذي يُعدّ من أطول الأبراج في إفريقيا بعلوّ 250 متراً، والمسرح الملكي الرباط الذي صممته الراحلة زها حديد، إضافة إلى مواقعها الأثرية العريقة مثل شالة ومتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر الذي يحتضن أعمالاً لفنانين مغاربة وأفارقة من طراز عالمي.
ولم يكن من المصادفة أيضاً أن تختار اليونسكو الرباط العاصمة العالمية للكتاب لسنة 2026، وهو اعتراف بمكانتها كمدينة الفكر والثقافة والإبداع.

  • مدينة الإنسان والمستقبل

تجسّد الرباط اليوم روح المشروع الملكي المتكامل الذي يجعل من الإنسان محور التنمية. فمشاريع البنية التحتية، والمساحات الخضراء، والفضاءات الثقافية، ليست سوى أدوات لبناء مدينة متوازنة، آمنة، وإنسانية.
وقد أضحت العاصمة بفضل هذه الرؤية موئلاً للفنانين والمثقفين والمستثمرين، ووجهة مفضلة للسياح الباحثين عن الأصالة المغربية في ثوبها العصري.

  • خاتمة

إن الرباط في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، ليست مجرد عاصمة إدارية، بل رمز لنهضة مغربية شاملة، تعكس طموح وطن يسير بخطى ثابتة نحو المستقبل، متشبثاً بجذوره ومفتوحاً على العالم.
لقد أصبحت الرباط، بحق، مدينة تزاوج بين التاريخ والحضارة، وبين الحداثة والابتكار، لتؤكد للعالم أن المغرب، بقيادته الرشيدة، قادر على صناعة النموذج الإفريقي المشرق في التنمية المستدامة.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً