قرأت الإصدار الجديد للزميل الاستاذ فتح الله هشام وهو عمل أدبي ضمنه الزميل الكاتب يوميات من حياته الخاصة في مساره المهني قبل بدايته وفترة تمرينه ثم هجرته من الدارالبيضاء إلى الجنوب وبالضبط الى اولادتايمة بقبيلة هوارة.
بعد توطئة لا يفك رموزها إلا دارس قانون تبدأ رحلة شيقة تنقلك إلى عوالم أخرى من خلال المحور الخاص للكاتب حيث ينقلك الكاتب بأسلوبه الشيق الذي تختلط فيه الفلسفة ولغة الشعر والادب إلى مصاحبته والتنقل معه في محطات كثيرة ومواقع لا تزيدها الايام والسنون الامتعة وشوق لمعرفة المزيد عن يوميات محامي متمرن تم محامي رسمي الذي لم يفته وهو يتحدث عن يومياته وتنقلاته واكتشافاته الجديدة الخوض والحديث في مفاهيم مرتبطة بمجال مشواره الجديد متحدثا تارة بأسلوب المؤرخ وتارة بأسلوب الأديب والشاعر والفيلسوف والفنان الرسام وهي اهتمامات لم تأتي من فراغ ،فله في كل مجال من هذه المجالات تكوين واهتمام وهواية ،
وقد دفعه اختياره لمهنة المحاماة إلى البحث في مقارنات لتاريخ القضاء بالمغرب بوجهيه الإسلامي والغربي بعد دخول الاستعمار الفرنسي إلى المغرب والتأثير الذي أحدثه على بنية العدالة بالمغرب ،والكاتب لم يفته الاستعانة بأحد رموز القضاء في العالم الاسلامي وهو بن عاصم الذي حضر كثيرا من محطات الكاتب والذي استعان به في كثير من المواقف حتى أنه كان السبب وراء هجرته وانتقاله من الدارالبيضاء إلى الجنوب المغربي واسقراره باولادتيمة، ومنها تبدأ حكايات ويوميات جديدة يكسر الأسلوب التي كتبت بها واقع ورتابة ما يتعلق بالمحاكم والقضايا المعروضة فيها وشخوصها المتعددين حسب اختصا صاتهم .
وانت تبحر مع الكاتب ينسيك الواقع الذي تعيش فيه ولن تستفيق إلا بعد أن تشارف على نهاية الرواية وتتمنى لو لم تكن جزءا من هذه اليوميات الجميلة المليئة بالحنين والذكريات الجميلة والمليئة بالامنيات والتطلعات التي لا تنتهي إلا بنهاية ما جاد به الزمن حتى الآن على كاتبها وهو مازال يمارس مهنته التي احبها واحب المكان الذي اختاره لفتح مكتبه .
وفي انتظار عطاءات وابداع جديد من زميل جمع بين علوم وآداب وفنون واستحق بها أن يكون أستاذا بمفهومها الواسع .
بقلم الاستاذ اليزيد كونكا
التعاليق (0)
التعاليق مغلقة.