دخل البرلمان العربي على خط العدوان الإسرائيلي، اليوم الإثنين 19 يونيو الجاري، على مدينة جنين شمالي الضفة الغربية.
ووصف البرلمان في بيان له ما يحدث في جنين بأنه “تصعيد عسكري ينذر بتفجر دوامة جديدة من العنف”، محملا حكومة اليمين الإسرائيلية المتطرفة “المسؤولية الكاملة عما يحدث”.
وفي سياق متصل، ندد البرلمان بـ”الصمت الدولي حيال ما يجري في الأراضي الفلسطينية، خاصة منذ تولي حكومة نتنياهو المتطرفة الحكم وتحريض وزرائها المتطرفين على العنف والقتل”.
واعتبر ذات البيان أن “عدم اتخاذ موقف حازم ومحاسبة سلطة الاحتلال هو ما شجعها على ارتكاب المزيد من الجرائم”، مشيرا إلى أن “الاقتحامات الإسرائيلية المستمرة للمدن الفلسطينية المحتلة مع استمرار الجمود الكلي في العملية السلمية يدفع باتجاه تصعيد خطير يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وأمام ذلك، دعا البرلمان العربي المجتمع الدولي ومجلس الأمن ومنظمات حقوق الإنسان والإدارة الأمريكية إلى “الخروج عن صمتها، والتدخل الفوري لوقف الاعتداءات والجرائم اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدراته ومدنه، ومحاسبة مرتكبيها، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الأعزل”.
استشهاد 5 أشخاص وجرح العشرات
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 5 أشخاص برصاص قوات الاحتلال في جنين ضمن عملية إسرائيلية مستمرة منذ الصباح، فضلا عن جرح العشرات برصاص قوات الاحتلال.
وأوضحت مصادر فلسطينية أن عملية اقتحام جنين تخللها قصف جوي مروحي لأول مرة منذ اجتياح الضفة الغربية وإعادة احتلالها عام 2002.
وأشارت ذات المصادر إلى أن المسيرات الإسرائيلية ما زالت تحلق في سماء جنين، مع سماع أصوات اشتباكات متقطعة بين مسلحين فلسطينيين وقوات الاحتلال.
ومن جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي بأن “هدف العملية العسكرية في جنين هو اعتقال مطلوبين فلسطينيين”، مشيرا إلى أن هذا التدخل “يتم تأمينه برا وجوا”، وأن سحب آلياته العسكرية من هناك سيستمر عدة ساعات.
إدانة واسعة
أعربت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها عن رفض بلادها الكامل للعدوان الإسرائيلي “الذي يتعارض مع جميع أحكام القانون الدولي ومقررات الشرعية الدولية”.
وحذرت مصر من “مخاطر استمرار التصعيد ضد الشعب الفلسطيني”، مشيرة إلى أن “مثل هذه الاعتداءات لا تؤدي إلا إلى تأجيج الأوضاع وتنذر بخروجها عن السيطرة وتقويض مساعي خفض التوتر في الأراضي المحتلة”.
ومن جهته، ندد الأردن باقتحام الجيش الإسرائيلي لجنين، داعيا في الوقت ذاته إلى تحرك دولي “فوري وفاعل” لوقفه، كما حذر من “استمرار دوامة العنف التي سيدفع الجميع ثمنها”.
وبدورها، شجبت الخارجية القطرية “بأشد العبارات” عدوان الاحتلال الإسرائيلي على جنين، مشيرة إلى أن هذا الأمر “يعتبر حلقة جديدة في سلسلة جرائم الاحتلال المروعة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، لا سيما النساء والأطفال”.
وعلى نفس المنوال، أدانت تركيا واقعة استشهاد فلسطينيين في جنين، داعية الحكومة الإسرائيلية إلى “وضع حد فوري لهذه الأعمال غير المقبولة التي تستهدف المدنيين الفلسطينيين والتي من شأنها أن تؤدي إلى دوامة عنف لا يمكن التنبؤ بعواقبها”.