حذر تقرير حديث صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من أن درجة الحرارة العالمية ستشهد ارتفاعا ملحوظا خلال السنوات الخمس المقبلة.
وتوقع التقرير أن يتجاوز المتوسط السنوي لارتفاع درجات الحرارة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، وذلك في عام واحد على الأقل خلال الفترة ما بين 2023 و2027.
وربط الخبراء المشرفون على التقرير توقعات ارتفاع درجات حرارة الأرض بانبعاثات غازات الاحتباس الحراري وظاهرة “النينيو” التي تحدث بشكل طبيعي.
خبير يدق ناقوس الخطر
دق الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بيتيري تالاس، ناقوس الخطر بشأن احتمال تجاوز الحرارة العالمية عتبة 1.5 درجة مئوية على نحو متزايد.
وأكد ذات المتحدث أن الحرارة الناتجة عن ظاهرة “النينيو” إلى جانب تقلبات المناخ، من شأنها أن تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى مستويات قياسية غير مسبوقة، فيما ستكون لهذا الارتفاع عواقب جسيمة على صعيد الصحة والأمن الغذائي وإدارة المياه والبيئة.
“النينيو” والانبعاثات.. السيناريو الأسوء
أفاد تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن ظاهرة “النينيو” علدة ما تؤدي إلى زيادة درجات الحرارة العالمية في السنة التي تلي تطورها، وبالتالي يرجح أن تظهر آثار هذه الظاهرة عام 2024.
وحسب خبراء في علم المناخ، فإن ظاهرة “إل نينيو” هي جزء من تقلبات طبيعية تسببها درجات حرارة المحيطات والرياح في المحيط الهادئ، التي تتنقل بين ظاهرة “إل نينيو” الحارة، ونظيرتها الأكثر برودة، “إل نينيا”.
وأضاف هؤلاء أن ظاهرة “إل نينيو” تحدث خلال فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي، مبرزين أن الشعور بأثرها الحار يستغرق شهورا، ما يعني أن عام 2024 على الأرجح سيسجل رقما قياسيا جديدا في درجات الحرارة العالمية.
ومن جهة أخرى، دعت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بلدان العالم إلى الالتزام بمخرجات اتفاق باريس الذي وضع أهدافا طويلة الأجل لتوجيه جميع الدول بغية الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.
ويهدف الاتفاق إلى خفض درجة الحرارة العالمية إلى درجتين مئويتين، ومواصلة الجهود للتقليص من الزيادة إلى 1.5 درجة مئوية بغية تجنب ما يترتب عن هذه الأخيرة من خسائر وأضرار.
المغرب من بين البلدان المتأثرة
سجل المغرب معدل حرارة قياسي، ترافق مع جفاف حاد، وسط تكهنات بمستقبل غامض.
وكانت المديرية الوطنية للأرصاد الجوية قد أفادت بأن المغرب سجل العام الماضي معدل حرارة قياسيا هو الأعلى منذ 40 سنة ترافق مع جفاف حاد، بسبب التقلبات المناخية.
وأوضحت المديرية أن “سنة 2022 هي الأكثر حرارة على الإطلاق في المغرب منذ 40 سنة، إذ فاق متوسط الحرارة المعدل المناخي العادي للفترة ما بين 1981 و2010، بحوالي 1,63 درجة مئوية”.
ووفقا لذات المصدر، فإن هذا المعدل تجاوز ارتفاعا قياسيا آخر كان المغرب قد شهده في العام 2020، مشيرا إلى “احتمال تسجيل درجات حرارة فوق المعتاد” خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.