كشف عبد الصمد قيوح، وزير النقل واللوجستيك، معالم أبرز المشاريع الاستراتيجية التي تركز عليها الوزارة والمكتب الوطني للسكك الحديدية بهدف تعزيز وتطوير شبكة النقل السككي في المغرب.
وخلال مشاركته في جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، يوم الثلاثاء 21 أكتوبر الجاري، أوضح الوزير أن “نبراس الوزارة والمكتب الوطني للسكك الحديدية في وضع برنامج استثماري لتطوير شبكة النقل السككي”، مشيرا إلى أن هذا التوجه يأتي تماشيا مع “خطاب جلالة الملك محمد السادس في الذكرى الـ44 للمسيرة الخضراء، الذي وجه فيه جلالته المكتب لربط شمال المغرب بجنوبه”.
ومن بين المشاريع المهمة التي تركز عليها الوزارة، أشار قيوح إلى أهمية الربط السككي بين الموانئ الجديدة، حيث تم إنجاز دراسات مفصلة لمشروع ربط ميناء الناظور غرب المتوسط بشبكة السكك الحديدية، مؤكدا أن الوزارة قد تمكنت من حيازة الوعاء العقاري اللازم لإنجاز المشروع، مما يشير إلى أن الأشغال ستبدأ قريبا.
وأضاف ذات المتحدث أن الوزارة تعمل أيضا على توسيع مناطق ومدن جديدة بالخطوط العادية للشبكة السككية، وذلك في اتجاه مدن لم تربط بعد بشبكة القطارات، ومن أبرز هذه المشاريع ربط مدينة طنجة بمدينة تطوان، بالإضافة إلى ربط مدينة بني ملال بشبكة السكك الحديدية، وهي خطوة من شأنها تحسين التنقل داخل المملكة.
واعتبر المسؤول الحكومي أن المشروع الأهم في هذا السياق هو القطار فائق السرعة الذي انطلقت أشغاله في أبريل الماضي، بناءً على تعليمات ملكية، مسجلا أن هذا المشروع، الذي يهدف إلى تقليص الزمن بين المدن الكبرى، سيغير بشكل جذري معالم التنقل بين الشمال والجنوب.
وفي سياق متصل، ذكر الوزير أنه تم بالفعل الشروع في دراسات أخرى لتوسيع شبكة القطار فائق السرعة، حيث أُعطيت الدراسات المتعلقة بمشروع الربط بين مراكش والصويرة لمكتب دراسات من جمهورية الصين الشعبية قبل حوالي ستة أشهر، فيما انتهت الدراسة النهائية لمشروع الربط بين مراكش وأكادير، حيث أصبح البحث عن التمويلات هو الخطوة القادمة.
ويتوقع أن تحدث هذه المشاريع، التي ينتظر الانتهاء منها بحلول عام 2029، تحولا كبيرا في منظومة النقل الوطنية، حيث أورد قيوح أن دخول القطار فائق السرعة حيز الخدمة سيقلص مدة الرحلات بشكل ملحوظ، إذ ستكون مدة الرحلة بين طنجة والرباط ساعة واحدة فقط، في حين ستصبح الرحلة من الرباط إلى مطار محمد الخامس نصف ساعة فقط، أما الرحلة بين طنجة ومراكش فستنخفض إلى ساعتين ونصف، مقارنة بخمس ساعات حاليا.
ومن المتوقع أن يكون لهذا التحول تأثير كبير على قطاع النقل الجوي، حيث سيتقلص الاعتماد على الطائرات بشكل ملحوظ داخل المملكة، في خطوة تعكس رؤية الحكومة لتعزيز النقل السككي كوسيلة أساسية للتنقل بين الجهات، وتوفير وقت السفر للمواطنين والمسافرين.