إعداد: فريق التحرير – أكادير24
تواصل الصحافة الإسبانية والبرتغالية متابعتها المكثفة لاستعدادات تنظيم كأس العالم 2030، الذي يجمع المغرب وإسبانيا والبرتغال في ملف مشترك غير مسبوق. ومع اقتراب هذا الحدث العالمي، تصدرت أخبار الترشح والاختيارات التنظيمية اهتمامات كبريات وسائل الإعلام في البلدين، بين انسحاب مدن ومنافسة أخرى على استضافة المباريات، خاصة المباراة النهائية.
في إسبانيا، سلطت تقارير صحفية الضوء على انسحاب مدينة ملالغا من قائمة المدن المرشحة بعد صرف حوالي 500 ألف يورو على دراسات توسعة الملعب المحلي، وهو ما أثار انتقادات واسعة من طرف أحزاب المعارضة التي طالبت بتوضيحات مالية واعتبرت ما جرى افتقادًا للشفافية. الصحافة الإسبانية نقلت أيضًا أن العاصمة مدريد عززت موقعها كأبرز مرشح لاحتضان نهائي البطولة، خاصة بملعب سانتياغو برنابيو، في وقت يجري فيه الحديث عن تعويض ملالغا بمدن مثل فالنسيا أو فيغو.
التقارير الإعلامية نفسها تحدثت عن توترات داخل اللجنة المنظمة بسبب ما وصفته بـ”فضيحة مليغالي”، مشيرة إلى وجود ضغوطات وتلاعب محتمل في معايير اختيار الملاعب، رغبة في إنعاش عدد أكبر من المدن اقتصاديًا من خلال استضافة المباريات.
على الجانب البرتغالي، أكدت وسائل الإعلام على الطموح الاقتصادي والسياحي الذي تراهن عليه الحكومة والجهات المحلية. صحيفة Record البرتغالية أشارت إلى أن الدولة تتوقع إيرادات تتجاوز 400 مليون يورو من استضافة الحدث، مع التأكيد على استمرار الدعم السياسي للملف المشترك. وذكرت أن مدن لشبونة وبورتو شرعت في تنفيذ برامج تطوير وتحسين للبنية التحتية استعدادًا لاستقبال المباريات.
في تحليل عام للمشهد، تبدو إسبانيا تركّز على تثبيت حظوظها عبر مدن كبرى مثل مدريد، بينما تعيش مدن أخرى حالة من التذبذب. وفي المقابل، تعمل البرتغال على ضمان استفادة واضحة في المداخيل السياحية والاستثمارية. أما المغرب، فيواصل تعزيز حضوره كطرف أساسي عبر استثمارات ضخمة في البنى التحتية الرياضية، خصوصًا بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، حيث يتوقع أن ينافس ملعبها الكبير على استضافة النهائي إلى جانب البرنابيو.
وتجمع خلاصات التغطية الإعلامية على أن ملف كأس العالم 2030 تجاوز البعد الرياضي، ليتحول إلى ورش اقتصادي وسياسي تتداخل فيه رهانات المدن الكبرى مع حسابات الاستثمارات والمكانة الدولية لكل دولة شريكة. ومع تقدم الاستعدادات، يبقى الملف مفتوحًا على احتمالات جديدة، في انتظار الحسم النهائي في هوية المدن المضيفة للمباريات الكبرى، وخاصة النهائي الرمزي بمناسبة الذكرى المئوية لكأس العالم.
التعاليق (0)