كشف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن مخرجات زيارة مبعوثه الشخصي ستيفان دي ميستورا إلى الصحراء المغربية، والتي شملت مدينتي العيون والداخلة شهر شتنبر الماضي.
وكان دي ميستورا قد التقى خلال هذه الزيارة فعاليات المجتمع المدني وتجمعات نسائية بالأقاليم الجنوبية للمملكة، والتي عبرت عن دعمها الكبير لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، حسب ما أورده الأمين العام للأمم المتحدة.
عرقلة جهود المينورسو
انتقد التقرير شبه النهائي لأنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، حول الصحراء المغربية، “فرض جبهة البوليساريو قيودا على حرية التنقل، الأمر الذي منع بعثة المينورسو من الحفاظ على سلسلة إمداد مواقع فِرقها شرق الجدار الرملي”.
وكشف التقرير أنه “20 عنصرا مسلحا من جبهة البوليساريو، قاموا بتاريخ 22 مارس من العام الجاري بإيقاف قافلة للبعثة بالقرب من منطقة أمهيريز، وهو ما حال دون تسليم القافلة لحمولتها”.
وتبعا لذلك، طالب الأمين العام جبهة البوليساريو بـ”إزالة القيود التي تفرضها على حرية حركة بعثة المينورسو، واستئناف الاتصالات المنتظمة مع قيادة البعثة، المدنية منها والعسكرية”.
التفاوض السياسي أصبح ضرورة ملحة
سجل الأمين العام للأمم المتحدة أن “السياق الذي تمر منه قضية الصحراء يجعل من التفاوض على حل سياسي لهذا الملف ضرورة ملحة”، مشددا على أن “إيجاد حل سياسي عادل ودائم لهذا النزاع ممكن شريطة أن تنخرط فيه جميع الأطراف بحسن نية”.
في هذا الصدد، أكد المسؤول الأممي بأن “دي ميستورا أبلغ كل الأطراف المعنية بالتزامه بالقرار الأخير لمجلس الأمن رقم 2654، الذي يشدد على أهمية توسيع جميع الأطراف لمواقفها من أجل المضي قدما في التوصل إلى حل سياسي لهذا النزاع على النحو الذي دعا إليه القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي”.
وبناء على ذلك، دعا غوتيريش كل الأطراف المعنية إلى “التعامل مع العملية السياسية بعقل منفتح، والتوقف عن وضع الشروط المسبقة لإطلاق عملية المفاوضات”.
تدهور العلاقات بين المغرب والجزائر
تطرق التقرير الأممي إلى التدهور الذي تشهده العلاقات المغربية الجزائرية، معتبرا أن هذا الموضوع “يلقي بظلاله على ملف الصحراء”.
وتوقف غوتيريش عند تصريح سابق للرئيس الجزائري أورد فيه أن “بلاده قطعت العلاقة مع المغرب لتجنب خيار الحرب”، فيما توقف عند الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى 24 لتوليه العرش، مسجلا إعراب العاهل المغربي عن أمله في عودة العلاقات مع الجزائر إلى طبيعتها.
تدهور الأوضاع في تندوف
أعرب غوتيريش عن قلقه إزاء استمرار تدهور الوضع الإنساني في مخيمات اللاجئين في تندوف، كاشفا أن “معظم الأشخاص الذين التقى بهم دي ميستورا في الأقاليم الجنوبية للمملكة أعربوا عن رغبتهم في إعادة لمّ الشمل مع ذويهم من المغاربة الصحراويين المحتجزين في هذه المخيمات”.
وفي ذات السياق، نوه الأمين العام للأمم المتحدة بجهود مبعوثه الشخصي ستيفان دي ميستورا ورئيس بعثة المينورسو في إحلال السلام في المنطقة، والدفع باتجاه إيجاد حل سياسي لهذا النزاع على أساس الشرعية الدولية.