انزكان : اومشيش المصطفى
شهدت فعاليات افتتاح قرية كرنفال بوجلود بمدينة إنزكان مشاهد فوضى عارمة كشفت عن تنظيم مرتجل وعشوائية فاضحة، عكرت أجواء الاحتفال وأثارت غضب الجماهير التي حجت بكثافة لمتابعة هذا الحدث المنتظر.
فعوض أن يكون الافتتاح لحظة ثقافية متميزة تحتفي بالتراث المحلي وتسلط الضوء على موروث “بوجلود” الشعبي، تحول إلى مناسبة للفوضى والتدافع والارتباك التام نتيجة غياب أي تخطيط محكم أو رؤية واضحة من قبل الجهة المنظمة.
منذ الساعات الأولى لانطلاق الحدث ظهرت علامات الفشل في تدبير الحشود، حيث غاب الانسياب في حركة الزوار، وتكدست الجماهير في بوابة القرية دون أي توجيه أو تنظيم. ومع توالي فقرات الافتتاح سادت حالة من الارتباك وسط الزوار الذين وجدوا أنفسهم محاصرين في فضاء عشوائي، يفتقر إلى أبسط شروط التنظيم اللوجستي.
أصوات الاستنكار تعالت من مختلف الفئات الحاضرة، حيث عبر العديد من المواطنين عن صدمتهم إزاء ما وصفوه بـ”المهزلة التنظيمية”، في حين أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي وابلا من الانتقادات التي طالت الجهة المنظمة، محملين إياها مسؤولية “إهانة جمهور مدينة إنزكان” و”تشويه صورة حدث ثقافي مهم”.
الجهة المشرفة على تنظيم الكرنفال فشلت فشلا ذريعا في تقديم عرض يليق بمستوى التطلعات، حيث غابت اللوحات التوجيهية، وافتقرت البنية التحتية لأي مؤشرات على الإعداد المسبق أو التنسيق بين مختلف الأطراف المعنية. وكان من الواضح أن الحدث تم بإمكانيات مرتجلة ودون أدنى احترام لمعايير الجودة والاحترافية.
افتتاح قرية كرنفال بوجلود كان فرصة سانحة لإبراز موروث ثقافي غني ومتجذر، لكنه تحول إلى مناسبة لتكريس العبث والعشوائية. ولا يسعنا اليوم سوى التساؤل: إلى متى سيبقى التنظيم الثقافي في مدننا رهين الارتجال وسوء التدبير؟ وهل من محاسبة حقيقية تنتصر لجودة الفعل الثقافي وتحترم ذكاء الجمهور؟
التعاليق (1)
اساسا ما تسمونه موروثا ثقافيا بعيد كل البعد عن الثقافة و الوعي . فبوجلود ظاهرة غريبة و مخجلة الأحرى محاربتها عوض تخصيص لها بما سميتوه قرية … ان ام تستحيوا فافعلوا ما شئتم يا مثقفين …