تتواصل معاناة السائقين ومستعملي الطريق على مستوى المحور الطرقي الوطني رقم 1، خاصة المقطع الممتد من مدخل إقليم اشتوكة آيت باها، انطلاقا من نقطة إحشاش بجماعة سيدي بيبي، إلى غاية الحدود مع إقليم تيزنيت، مرورا بجماعات آيت اعميرة، وإنشادن، وبلفاع، وماسة، وصولا إلى مدخل جماعة سيدي وساي.
ويعاني هذا المحور، الذي بات يعرف لدى مستعملي الطريق بـ “محور الموت”، من ضغط مروري كبير، باعتباره الطريق الوطنية الوحيدة التي تربط وسط المملكة بالأقاليم الجنوبية، إضافة إلى الأهمية الاقتصادية لإقليم اشتوكة آيت باها، الذي يعد منطقة فلاحية بامتياز، ما يفرز حركة سير مكثفة للشاحنات والعربات.
وقد أسفر هذا الوضع عن تسجيل حوادث سير متكررة وخطيرة، خلفت عددا كبيرا من القتلى والجرحى والمعطوبين، خصوصا في صفوف الراجلين، وذلك نتيجة عوامل متداخلة، من بينها السرعة المفرطة والتهور في السياقة، وضعف احترام قانون السير، فضلا عن تدهور البنية التحتية للطريق وتآكل جنباتها، وغياب ممرات آمنة للراجلين، إضافة إلى النقص الحاد في علامات التشوير الطرقي، وغياب مطبات تخفيف السرعة، خاصة قرب التجمعات السكنية والمؤسسات العمومية.
وأمام خطورة الوضع، دق عدد من الفاعلين المحليين ناقوس الخطر، مطالبين الجهات الوصية باتخاذ إجراءات استعجالية للحد من نزيف الأرواح، وذلك من خلال توسيع مداخل الدواوير المحاذية للطريق الوطنية رقم 1، وتأهيل جنبات الطريق، وإنجاز ممرات خاصة بالراجلين، ووضع التشوير العمودي والأفقي الكافي، إلى جانب إحداث مخفضات السرعة في مداخل ومخارج المراكز الحضرية والقروية على طول المحور.
وإلى جانب ذلك، شدد المتدخلون على ضرورة إحداث مدارات طرقية في النقاط السوداء المعروفة، وتشذيب الأشجار وإزالة كل ما من شأنه عرقلة الرؤية، فضلا عن تكثيف المراقبة الطرقية عبر تثبيت رادارات ثابتة وأخرى متنقلة، لضبط السرعة وردع المخالفين.
ويأمل هؤلاء الفاعلون في تفاعل جدي وسريع من طرف الجهات الوصية من أجل تنزيل حلول عملية ومستدامة، تضمن سلامة مستعملي الطريق، وتضع حدا لنزيف الأرواح الذي بات يؤرق الساكنة ومستعملي المحور الطرقي الوطني رقم 1.
