شهدت مدينة الصخيرات، نهاية الأسبوع المنصرم، حالة استنفار صحي غير مسبوقة، عقب تسجيل حالات “اختناق جماعي” في صفوف عدد من المصطافين بشاطئ المدينة، ما استدعى تدخلا طبيا عاجلا ونقل عدد من المصابين إلى مستشفى لالة عائشة بمدينة تمارة.
ووفق ما أكدته مصادر طبية، فإن المصابين، الذين توافدوا على قسم المستعجلات بمركز المدينة في وقت متقارب، ظهرت عليهم أعراض تنفسية متشابهة، تمثلت في سيلان الأنف، العطس، جفاف الحلق وصعوبات واضحة في التنفس، وهي الأعراض التي أثارت في البداية مخاوف من احتمال تعرضهم لاستنشاق مواد كيميائية أو ملوثة.
لكن في المقابل، أكدت المصادر ذاتها، التي عاينت الحالات عن قرب، أن التحاليل الطبية الأولية لم تظهر وجود أي تسرب غازي أو مواد سامة، مرجحة أن يكون السبب وراء هذه الأعراض هو التأثير المباشر لموجة الحرارة الشديدة التي ضربت المنطقة مؤخرا، مرفوقة بنسبة رطوبة مرتفعة، وهو ما أدى إلى ما يشبه “الاختناق المناخي” لدى بعض الفئات، خصوصا الأطفال والمسنين والمصابين بأمراض تنفسية مزمنة.
المصادر الطبية أوردت أن بعض المصابين لم يتخذوا التدابير الوقائية الأساسية، كالإكثار من شرب الماء، وتجنب التعرض المباشر والطويل لأشعة الشمس، مما ساهم في ظهور أعراض مشابهة لضربات الشمس أو حالات الإنهاك الحراري، مشيرة إلى أن قسم المستعجلات بالصخيرات لم يكن مهيئا لاستقبال هذا العدد الكبير من الحالات، مما تطلب تحويلها بسرعة إلى مستشفى لالة عائشة بتمارة لتوفير الرعاية الطبية اللازمة.
وفتحت هذه الحادثة النقاش مجددا حول أثر التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة على الصحة العامة، خاصة في مناطق تشهد اكتظاظا موسميا مثل الشواطئ، إذ أن ارتفاع الرطوبة في الهواء مع درجات حرارة مفرطة يؤدي إلى انخفاض مستوى الأوكسجين المتاح، ما يشكل خطرا على الفئات الهشة، في حين يبرز أهمية التوعية بضرورة تبني سلوكيات وقائية خلال فترات الحر، مثل تفادي الشمس وقت الذروة وشرب كميات كافية من الماء، والاستراحة في أماكن مظللة أو مكيفة.
التعاليق (0)