غيب الموت، اليوم الأحد 22 يونيو 2025، أحد رجالات الوطن الأوفياء، المقاوم والمناضل والشيخ القبلي جامع الزيغم، عن عمر ناهز المئة عام، بعد مسيرة حافلة بالعطاء والوفاء، جمعت بين النضال الوطني والارتباط الوثيق بأصول الدولة المغربية ورموزها.
ينحدر الراحل من دوار الحسابات بجماعة أولاد داحو، وكان من بين المقاومين الأوائل الذين ساهموا في تنظيم المسيرة الخضراء، كما اشتغل في سلك السلطة المحلية في فترات مفصلية من تاريخ المغرب، وشهد عهد ثلاثة ملوك: محمد الخامس والحسن الثاني، والملك محمد السادس نصره الله.
رغم التقدير الرمزي الذي منحته له الدولة سابقاً، فإن هذا الرجل الكبير ظل في أيامه الأخيرة يتمنى لقاء عامل إنزكان آيت ملول دون أن يتحقق له ذلك، وهو ما خلّف في نفوس معارفه وأسرة المقاومة شعوراً بالحسرة، خاصة وأن وزارة الداخلية ما فتئت تؤكد أنها خادمة للدولة والمواطنين، وعلى رأسهم من ضحوا بالغالي والنفيس من أجل هذا الوطن.
لقد كان الراحل رمزًا للثبات والكرامة، وركيزة اجتماعية في منطقته، عمل من أجل الصالح العام، وخدم دواره وأبناء عشيرته بكل صدق وأمانة، وكان من شيوخ قبائل سوس ممن لا يُشق لهم غبار.
رحيل جامع الزيغم ليس فقط نهاية لحياة رجل عاش القرن كاملاً، بل خسارة وطنية لرجل حمل ذاكرة المقاومة والبناء، ورحل بصمت دون أن تفي الدولة بحقه الكامل من الاعتراف والتكريم اللائق.
رحم الله الفقيد، وجعل الجنة مأواه، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان. وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
التعاليق (0)