إلياس موعتيق: من حارس “حسنية أكادير” إلى بطل العالم.. قصة صعود صاروخي تُعيد تعريف الأقدار الكروية

أكادير الرياضي

تُقدم كرة القدم بين الحين والآخر قصصاً تُؤكد أن الإرادة والاجتهاد هما العملة التي تفتح أبواب المجد، حتى في وجه الأقدار الكروية التي تبدو مرسومة.
قصة الحارس الشاب إلياس موعتيق، نجم نادي حسنية أكادير، هي خير مثال على ذلك، حيث تحول مساره العادي في البطولة الوطنية إلى صعود صاروخي وغير متوقع، متوجاً بلقب عالمي في غضون أيام قليلة.

استدعاء طارئ يقلب الموازين
في منعطف حاسم، وبينما كان موعتيق يواصل مسيرته الاعتيادية مع فريقه، تلقى اتصالاً قلب كل التوقعات رأساً على عقب. كان الخبر المفاجئ هو استدعاؤه بشكل طارئ لتعويض الحارس المصاب يانيس بنشاوش في صفوف المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة، وذلك قبل خوض المباراة النهائية المرتقبة لبطولة العالم للشباب.

التحق الحارس الأكاديري مباشرة بالمعسكر التدريبي ليجد نفسه وسط أجواء نهائي عالمي، وهي مهمة تتطلب أقصى درجات التركيز والتأقلم السريع. ورغم قصر الفترة الزمنية، أظهر موعتيق جاهزية بدنية وتقنية مبهرة، مُقنعاً الطاقم التقني بمنحه الثقة الكاملة لحراسة عرين “الأشبال” في المواجهة الحاسمة.

تألق عالمي وتتويج مستحق:
لم تكن مشاركة موعتيق في النهائي مجرد تعويض لسد الفراغ، بل كانت بصمة ذهبية لا تُمحى. فقد أدى الحارس الشاب أداءً لافتاً، مساهماً بتدخلاته الحاسمة في حماية شباك المنتخب المغربي، ليقود “أشبال الأطلس” إلى تحقيق لقب بطولة العالم للشباب الغالي.

هذا التألق لم يجعله فقط أحد الأبطال المتوجين، بل جعله أحد أبرز الأسماء الصاعدة على الساحة الكروية المغربية في مركز حراسة المرمى. وقد حظيت قصته بإشادة واسعة من الجماهير، التي اعتبرتها دليلاً دامغاً على أن المثابرة والالتزام داخل الأندية المحلية (كما هو الحال في حسنية أكادير) يمكن أن يفتح الباب على مصراعيه لتمثيل الوطن في أكبر وأهم المحافل الدولية.

المستقبل ينتظر الحارس الصاعد:
لا شك أن هذا التتويج التاريخي يُشكل نقطة تحول مفصلية في مسار إلياس موعتيق. فمن المؤكد أن الأبواب ستُفتح أمامه للانضمام مستقبلاً إلى المنتخب الأولمبي، وربما الانضمام إلى صفوف المنتخب الأول، خاصة في ظل الحاجة المستمرة للكرة المغربية إلى ضخ دماء جديدة ومواهب واعدة في هذا المركز الحساس والاستراتيجي. لقد أثبت موعتيق أن الطريق إلى القمة يمر بالاجتهاد، وأن الأقدار الكروية قد تُخبئ أجمل المفاجآت لمن يعمل بجد وتفانٍ.