تُعدّ خدمات النقل المدرسي ركيزة أساسية في الجهود الرامية إلى تقريب التعليم من سكان المناطق القروية وضمان تكافؤ الفرص. ومع ذلك، ورغم توالي عمليات توزيع حافلات النقل المدرسي الممولة من جهة سوس ماسة، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والمجلس الإقليمي، ووكالة تنمية الواحات وشجر الأركان، وصندوق تقليص الفوارق الاجتماعية منذ أكثر من 15 سنة، لا يزال عدد كبير من دواوير جماعة وادي الصفا بإقليم اشتوكة أيت باها محرومًا من هذه الخدمة الحيوية.
هذا الواقع الميداني فتح نقاشًا حادًا حول عدالة عملية توزيع الحافلات، حيث طالب العشرات من ممثلي الجمعيات والمستشارين الجماعيين لدواوير جماعة وادي الصفا، اليوم الخميس 06 نونبر 2025، بضرورة الكشف عن المعايير المعتمدة في انتقاء الدواوير المستفيدة. ويُلقي هذا الإقصاء بظلاله السلبية على تمدرس الفتيات على وجه الخصوص في العالم القروي.
الوضعية الميدانية: دواوير مُقصاة واتهامات بالتسييس:
في جماعة وادي الصفا باشتوكة أيت باها، عبّر أولياء التلاميذ عن استيائهم الشديد لعدم استفادة دواوير عديدة – منها على سبيل المثال: «معمر»، «تين داود»، «أيت ولياض»، «إدازن»، «توشيخ»، «تين فراج»، «تين باري»، «دوار زيان»، «تين حمايد»، «تولشكر»، «تلباز»، «تين كوري»، «أيت أوماليا»، «أزكريتن»، و «لحاشيت» – من حافلات النقل المدرسي. في المقابل، تُحصَّن قائمة المستفيدين بـ”الدواوير التي تُعتبر خزانًا انتخابيًا للمجلس المسير”، حسب تصريحات المتضررين.
التداعيات: السلامة والمسافات الطويلة:
في ظل غياب معايير واضحة وشفافة للنقل المدرسي، وبعيدًا عن “التوظيف السياسي” للخدمة، تضطر مئات التلميذات إلى قطع مسافات طويلة تصل إلى عشرة كيلومترات ذهابًا وإيابًا نحو الإعداديات والثانويات في جماعة بيوكرى. وتعتمد التلميذات على وسائل غير آمنة وغير مطابقة للمعايير، مثل الدراجات الهوائية، أو مركبات النقل غير المرخص له (كـ«البيكوب»، والعربات المجرورة، أو الدراجات النارية ثلاثية العجلات).
ويؤكد الفاعلون الجمعويون والمنتخبون المحليون أن هذه المأساة ستستمر ما لم يُدرك مدبّر الشأن المحلي ضرورة إبعاد ملف النقل المدرسي عن أي شكل من أشكال الانتقام أو التوظيف السياسي، ووضعه في سياقه الاجتماعي والتربوي العادل.


التعاليق (0)