في وقت تتجه فيه الأنظار إلى البرنامج الوطني للنقل الحضري 2025-2029، الذي ستستفيد منه مدينة أكادير، تتجدد آمال ساكنة تيكوين في أن يشكل هذا المشروع محطة مفصلية لإنهاء معاناتهم اليومية مع التنقل من وإلى مركز المدينة.
فكل صباح، تتكرر المشاهد نفسها في المنطقة: طوابير طويلة قرب سوق الخميس، انتظار مرهق لسيارات الأجرة، واكتظاظ خانق على امتداد شارع تودرت، أما الحافلات القليلة التي تؤم المنطقة، فغالبا ما تعاني من الاكتظاظ وضعف الالتزام بالمواعيد، ما يزيد من تعقيد المشهد اليومي لآلاف المواطنين.
ومع الحديث عن تغيير الشركة المفوضة للنقل الحضري بأكادير، يتساءل المواطنون في تيكوين عما إذا كانوا سيستفيدون من الإصلاحات الجديدة، أم أن التغيير لن يتجاوز استبدال الحافلات القديمة بأخرى جديدة دون حلول حقيقية للمشاكل القائمة؟!
وتفاعلا مع هذا الموضوع، أفاد عدد من الفاعلين المحليين بأن ما تعيشه تيكوين اليوم هو نتيجة تراكمات سنوات من ضعف التنسيق بين الجهات المسؤولة، وغياب رؤية مندمجة للنقل الحضري تراعي خصوصيات المنطقة.
وأشار ذات المتحدثين إلى أن التوسع العمراني السريع الذي تعرفه منطقة تيكيوين لم يواكبه تطوير للبنية التحتية أو توسيع لخطوط النقل بشكل يضمن تنقلا سلسا ولائقا للسكان، وهو ما كان سببا في عدد من الاختلالات التي تعاني منها منظومة النقل بالمنطقة.
ويطالب المواطنون اليوم بإجراءات ملموسة، تضمن الحق في خدمة نقل عمومي تليق بالكرامة وتكافؤ الفرص، مؤكدين أن أي برنامج وطني لا يضع الإنسان في صلب أولوياته، يبقى ناقصا مهما بلغت قيمته الاستثمارية.
وفي هذا السياق، تبقى الأسئلة مفتوحة: هل سيتحول برنامج النقل الحضري الجديد إلى أفق حقيقي لتغيير واقع التنقل بتيكوين؟ أم أن المشهد سيتكرر، وتظل المعاناة اليومية هي العنوان الأبرز لحياة الساكنة؟


التعاليق (0)