التقطت عدسة أحد المواطنين مؤخرا صورة صادمة لمجموعة من أطفال الشوارع، من بينهم فتيات، وهم فوق سطح قاعة “سينما سلام” المهجورة وسط مدينة أكادير، في مشهد يعكس هشاشة الأوضاع الاجتماعية لهذه الفئة المنسية.
وتأتي هذه الصورة بعد شكايات متكررة من سكان أحياء متفرقة بالمدينة، بسبب انتشار أطفال الشوارع في وضعيات مأساوية، بعضهم في حالات غير طبيعية نتيجة استهلاك مواد مخدرة كـ”السيليسيون”، وهو ما يثير تساؤلات ملحة حول غياب تدخل فعّال من السلطات المعنية، وخصوصًا في ما يتعلق بضمان حق هؤلاء الأطفال في الحماية والرعاية.
المشهد الذي بات يتكرر حتى في قلب المنطقة السياحية لا يعكس فقط وضعية عابرة، بل يبرز عمق الإهمال الذي يطال فئات واسعة من القاصرين، ممن لفظتهم ظروف الفقر والتفكك الأسري إلى الشارع، ليجدوا في أسطح المباني المهجورة أو زواياها مأوى موقتا، لكنه محفوف بالخطر.
ويرى متتبعون أن السياسات التي تعتمدها الجهات المختصة في هذا الشأن لا ترقى إلى حجم الأزمة الاجتماعية والإنسانية التي يعيشها الأطفال في وضعية الشارع، بل تسهم في تكريس واقع الانفلات الاجتماعي، والانهيار التدريجي لمنظومة الحماية الطفولية.
وفي هذا السياق، طالب نشطاء ومهتمون بالشأن المحلي الجهات الوصية بتفعيل آليات التدخل الاستعجالي لإيواء الأطفال المشردين في مراكز حماية الطفولة، وإعادة تأهيل المباني المهجورة لتفادي تحولها إلى مأوى غير آمن لهم.
وإلى جانب ذلك، دعا هؤلاء إلى إطلاق حملات ميدانية مشتركة بين السلطات المحلية، والمصالح الاجتماعية، والمجتمع المدني لرصد الظاهرة ومعالجتها بشكل شامل، وتوفير برامج لإعادة الإدماج الاجتماعي والأسري، خاصة للفتيات القاصرات في وضعية الشارع.
التعاليق (0)