أكادير تحتفي بذكرى عيد العرش عبر المهرجان الإفريقي للفنون الشعبية وأمسية التميز (+صور)

أكادير والجهات

agadir24 – أكادير24

في أجواء مفعمة بالفخر والاعتزاز، احتضنت مدينة أكادير أيام 24، 25 و26 يوليوز 2025 فعاليات الدورة الخامسة للمهرجان الإفريقي للفنون الشعبية، تزامنًا مع تنظيم النسخة الأولى من “أمسية التميز”، وذلك احتفاءً بالذكرى السادسة والعشرين لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيّده عرش أسلافه المنعمين.

Akanouch Agadir

افتتاح احتفالي وتكريم للطلبة الأفارقة :

انطلقت الفعاليات مساء الجمعة 25 يوليوز بقاعة إبراهيم الراضي، بحضور شخصيات رسمية، إعلامية، أكاديمية، جمعوية وثقافية، إلى جانب وفود من الطلبة الأفارقة من دول إفريقيا جنوب الصحراء، وضيوف من مختلف البلدان الإفريقية.

تميز الافتتاح بكلمات رسمية مؤثرة، من أبرزها كلمة مدير المهرجان، السيد أحمد بومهرود، التي سلط فيها الضوء على عمق العلاقات التاريخية والإنسانية التي تربط المغرب ببلدان القارة، مؤكدًا دور الثقافة والفنون الشعبية في ترسيخ قيم التضامن والتقارب بين الشعوب. كما عبّر نائب رئيس المجلس الجماعي لأكادير عن امتنانه لجمعية المهرجان الإفريقي، التي دأبت على تنظيم هذه التظاهرة الإفريقية التي تعزز أواصر المحبة، وتنعش الحركة الثقافية والسياحية بالمدينة.

وشهد الحفل أيضًا تكريم عدد من شركاء وداعمي المهرجان من شركات ومؤسسات محلية، إضافة إلى فعاليات المجتمع المدني. كما خُصصت لحظة مؤثرة للاحتفاء بنخبة من الطلبة الأفارقة المتخرجين من معاهد وجامعات أكادير، حيث تم توشيحهم كـ”سفراء للقيم الإنسانية”، حاملين معهم ذكريات المحبة والتعايش التي عاشوها في المغرب، استعدادًا للعودة إلى أوطانهم.

عروض فنية من قلب إفريقيا :

عاش الحضور لحظات فنية غنية، امتزجت فيها أنغام الفولكلور السوسي مع الرقص القمري، وإيقاعات الكونغو، ولوحات موسيقية إفريقية تجسد التنوع الثقافي والروح الإبداعية للقارة السمراء.

واختتمت السهرة الأولى بتلاوة برقية ولاء وإخلاص موجهة إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، عبّر فيها القائمون على المهرجان وكونفدرالية الطلبة الأفارقة بالمغرب عن وفائهم وتقديرهم للنهج الملكي الداعم للوحدة الإفريقية. واختُتم اليوم الأول بحفل عشاء جمع الضيوف ووفود الدول المشاركة.

كرنفال إفريقي يزين شاطئ أكادير :

في اليوم التالي، السبت 26 يوليوز، تواصلت الاحتفالات بتنظيم كرنفال إفريقي مميز، انطلق من أمام المركب الإداري للشاطئ، بمشاركة فرق موسيقية وفولكلورية من 18 دولة إفريقية، إلى جانب فرق مغربية متنوعة.
جابت المسيرة شارع الشاطئ في أجواء من الفرح والتآخي، بمشاركة واسعة من الزوار والسياح، إلى أن وصلت إلى ساحة “لاكورا”، حيث أقيمت السهرة الكبرى.

رسائل وحدة وتضامن :

خلال السهرة، ألقى مدير المهرجان كلمة قوية أكد فيها على رمزية عيد العرش باعتباره رمزًا للوحدة الوطنية، مشيدًا بالدور الكبير للسلطات المحلية، والشركاء، والأجهزة الأمنية في إنجاح هذا الحدث. كما وجه رسالة صريحة ضد الحملات المغرضة التي تستهدف العلاقة الأخوية بين المغاربة والأفارقة جنوب الصحراء، مؤكدًا أن هذه العلاقة “سمنٌ على عسل”، وأن الفن والثقافة هما الرد الأجمل على كل أشكال التفرقة.

وجاءت كلمته حاسمة: “المغرب لا يُرحّل المهاجرين في شاحنات إلى الهلاك، بل يستقبلهم، ويُدمجهم، ويحتفي بهم.”
ليؤكد أن هذه ليست دعاية مضادة، بل واقع ملموس في الشوارع، والجامعات، وفعاليات مثل هذا المهرجان.

من جهتها، ألقت رئيسة كونفدرالية الطلبة الأفارقة بالمغرب كلمة أثنت فيها على حفاوة الاستقبال المغربي، وعلى المكانة التي يمنحها المغرب للطلبة الأفارقة، معتبرة أن “أمسية التميز” شكلت لحظة فارقة لتعزيز الروابط بين الشباب الإفريقي.

إفريقيا في أبيات الشعر :

كما ألقى مدير المهرجان قصيدة بعنوان “في حضرة إفريقيا” عبّر فيها عن عمق المحبة التي تربط المغرب بباقي دول القارة، مستحضرًا الأواصر الروحية والإنسانية التي تتجاوز الحدود الجغرافية. وكانت القصيدة بمثابة إعلان وفاء للقارة، وعهد على مواصلة خدمة قيم التعايش والمحبة.

وفي كلمته الشعرية، أكد أن ما نقوم به اليوم تجاه إفريقيا والأفارقة ليس مجرّد مبادرة ثقافية أو إنسانية، بل هو استمرار لنهج راسخ، لنا فيه قدوة سامية ومُلهمة، متمثلة في جلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي أحب إفريقيا وأحبّته شعوبها قبل قادتها، وجعل من القارة شريكًا استراتيجياً، وأفقًا للتنمية والتضامن.

حدث ثقافي بطعم التاريخ :

بهذه الأنشطة، سجلت أكادير صفحة جديدة في سجلها الثقافي والفني، حيث اجتمعت أصوات إفريقيا على نغمات التنوع والإنسانية، في لحظة احتفال بعيد العرش المجيد، وبالقيم التي يكرّسها المغرب في علاقته مع القارة الإفريقية.

لقد كان الحدث أكثر من مجرد مهرجان فني؛ بل رسالة مفتوحة للعالم تؤكد أن الثقافة قادرة على كسر الحواجز وبناء الجسور بين الشعوب.

وفي قلب هذه الرسالة، يتجلى الدور الريادي لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي جعل من إفريقيا خيارًا استراتيجيًا، وعمقًا طبيعيًا للمغرب، وسعى بكل تفانٍ إلى تعزيز أواصر الأخوة والتعاون مع شعوبها. فحب إفريقيا والأفارقة الذي يُجسّده جلالته في كل مبادراته، هو البوصلة التي نهتدي بها، وهو مصدر الإلهام لكل ما نقوم به من جهود ثقافية وإنسانية تجاه قارتنا السمراء.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً