يواصل المطرح العمومي الواقع بتملاست، على بعد حوالي 11 كيلومترا من مدينة أكادير، استقبال نفايات أكثر من عشر جماعات تابعة لجهة سوس ماسة، ما يؤدي إلى تراكم متزايد لما يعرف بعصارة النفايات، وهي مادة سائلة سوداء كثيفة تنتج عن تحلل المواد العضوية المختلطة بالنفايات الصلبة.
ويخزن هذا السائل السام منذ سنوات في أحواض ضخمة داخل المطرح، دون أن تواكبه حلول تقنية فعالة أو استراتيجيات مستدامة للتخلص منه، وهو ما جعل هذه العصارة تتحول مصدر قلق بيئي كبير، خاصة مع الارتفاع السنوي في كمية النفايات المفرغة، مقابل ضعف كبير في قدرة المعالجة والتخلص.
وتشير المعطيات المتوفرة إلى أن المخزون الذي يحتضنه المطرح حاليا يقدر بـ 180,000 متر مكعب، موزعا على ثمانية أحواض، الأمر الذي يثير مخاوف من عدم الاستقرار الهيكلي، خاصة في مواجهة الظواهر المناخية القاسية.
وعلى الرغم من الإجراءات التقنية المتخذة، يرى متتبعون أن معالجة هذه العصارة تعد مشكلة تقنية كبرى بالنسبة للمدبرين والمستغلين، وهو الوضع الذي يزداد حرجا، خاصة مع اقتراب المواعيد الرياضية الكبرى التي ستحتضنها الجهة.
وأفاد هؤلاء بأن هذا الملف أصبح يشكل نقطة سوداء في السياسات البيئية المحلية، إذ يثير المخزون المتراكم مشكلة متزايدة بسبب قدمه وتركيبته الكيميائية الخطيرة، مما يجعل معالجته البيولوجية صعبة للغاية.
ومن جهة أخرى، نبه ذات المتتبعين إلى أن هذا الملف الحساس يهدد صورة المنطقة كوجهة سياحية، وهو ما يبرز الحاجة الملحة للتخلص من مخزون أحواض التجميع التي أصبحت مليئة تقريبا، باستثناء الحوض الثامن الذي دخل الخدمة مؤخرا.
وفي ظل هذا الوضع المقلق، تتعالى الأصوات المطالبة باتخاذ تدابير مستعجلة للتعامل مع هذا الخطر البيئي المحدق، إذ تتركز أبرز المطالب في تسريع تنفيذ حلول تقنية ناجعة لمعالجة المخزون المتراكم من العصارة، مع وضع خطة طوارئ لمواجهة أي خطر محتمل.
وإلى جانب ذلك، يدعو المهتمون إلى إشراك الجماعات المحلية في تحمل مسؤولياتها المالية والتدبيرية، مؤكدين أن استمرار التراخي في معالجة هذا الملف لم يعد مقبولا، وأن التحرك العاجل أصبح ضرورة قصوى لتفادي كارثة بيئية صامتة تهدد منطقة سوس برمتها.
التعاليق (0)