أسعار النفط تتراجع بحدة مع تلاشي مخاوف الإمدادات عقب هدنة إيران وإسرائيل

petrol 3 jpg الاقتصاد والمال

شهدت أسعار النفط العالمية تراجعًا حادًا، صباح اليوم الثلاثاء 24 يونيو 2025، وذلك عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اتفاق رسمي لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، ما ساهم في تهدئة المخاوف المتعلقة باضطرابات الإمدادات في منطقة الخليج، لاسيما حول مضيق هرمز الحيوي.

فقد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي نحو 4.45%، ليصل إلى 65.46 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 7:26 صباحًا بتوقيت غرينتش، وهو أدنى مستوى يسجله منذ 11 يونيو الجاري، بعد أن كان قد فقد أكثر من 7% في جلسة يوم الإثنين. أما خام برنت، فقد تراجع أيضًا بنسبة تقارب 4% ليستقر قرب مستوى 70 دولارًا.

ويأتي هذا الهبوط نتيجة مباشرة لتراجع المخاوف من تصعيد عسكري مفتوح قد يعطل تدفقات النفط من الخليج العربي نحو الأسواق العالمية، حيث يمر حوالي 20% من النفط الخام العالمي عبر مضيق هرمز الذي يفصل إيران عن الخليج.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن، فجر اليوم، التوصل إلى اتفاق “نهائي وكامل” لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، يبدأ تنفيذه تدريجيًا خلال الساعات المقبلة. وأوضح أن إيران ستبدأ بوقف إطلاق النار، تتبعها إسرائيل بعد 12 ساعة، لتنتهي رسميًا “حرب الإثني عشر يوما” بعد 24 ساعة.

هذا الإعلان خفّف من توتر الأسواق التي كانت تترقب باهتمام تطورات الهجمات المتبادلة بين الطرفين، والتي شملت استهداف قاعدة “العديد” الأمريكية في قطر ومواقع استراتيجية داخل إيران.

ورغم الإعلان الأمريكي، نقلت شبكة CNN عن مسؤول إيراني رفيع قوله إن طهران “لم تتلق أي عرض رسمي بشأن الهدنة”، مضيفًا أن “القيادة لا ترى مبررًا لوقف إطلاق النار في هذه المرحلة”، وهو ما أبقى الأسواق في حالة ترقب لاحتمال تجدد التصعيد.

يقول محللون في مجموعة “إنرجي أسبكتس” إن الأسواق تفاعلت بشكل سريع مع خبر الهدنة، لكنها لا تزال تتعامل مع الوضع بحذر، في انتظار خطوات تنفيذية فعلية من كلا الطرفين.

من جهتها، خفّضت مؤسسات مالية كبرى مثل “غولدمان ساكس” و”JP Morgan” تقديراتها القصيرة الأمد لأسعار النفط، مستبعدة في الوقت الحالي سيناريوهات إغلاق مضيق هرمز أو اندلاع حرب إقليمية واسعة.

يتوقف الاتجاه المقبل للأسواق على مدى التزام طهران وتل أبيب بالهدنة، ومدى فعالية الوساطة القطرية والأمريكية في ترسيخ وقف دائم لإطلاق النار. كما تراقب الأسواق الموقف السعودي، والتداعيات الأمنية على منشآت النفط في المنطقة، واحتمال تأثير ذلك على إنتاج منظمة “أوبك+” خلال اجتماعها المقبل.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً