يعتقد الكثير من الأشخاص أن ممارسة الرياضة بكثافة عالية مفيد للصحة، إلا أن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن هذا الأمر قد تكون له أضرار صحية، إذا لم يسمح الشخص لنفسه بالحصول على وقت كافٍ للراحة.
في هذا الصدد، أكد مارك باتاكي، اختصاصي فسيولوجيا التمارين وأستاذ الطب المساعد، في حوار نشر على موقع Mayo Clinic أنه : “يمكن أن تكون التمارين الرياضية ضارة بشكل كبير جداً”.
وأضاف ذات المتحدث أن “ممارسة الرياضة باستمرار يعمل على بناء كثافة العظام، ويكافح ضمور العضلات، ويحمي من الأمراض المزمنة، إلا أنه لابد من تحديد مستوى الممارسة وكذا معدلات الراحة التي يجب الحصول عليها”.
وأشار ذات المتحدث إلى أنه “لا يمكن للعلماء أن يقولوا على وجه اليقين حتى الآن ما هو المقدار المناسب من التمارين لكل شخص”، مضيفا أن “هذا الأمر يختلف من شخص لآخر، حسب حالة الجسم”.
الهدف الأساسي من التمارين الرياضية
أوضحت كريستين ديفنباخ، عالمة التمرينات الرياضية في حديث لصحيفة New York Times، أنه “في حال كان الممارس للرياضة يهدف إلى تحسين صحته وتقليل مخاطر الإصابة بمجموعة من الأمراض مثل السكري وأمراض القلب والسرطان، فإن ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة إلى القوية لمدة 2.5 إلى 3 ساعات أسبوعياً سيمنحه معظم هذه الفوائد”.
لكن في المقابل، شددت ديفنباخ على أن “ممارسة الرياضة لأكثر من خمس ساعات في الأسبوع لا يدخل في خانة التمرن من أجل الصحة، بل من أجل تحسين الأداء”.
وتبعا لذلك، شددت ذات المتحدثة على أن “الضغط الجسم أكثر من اللازم قد تكون له نتائج عكسية، منها عدم حصول الشخص على الأهداف التي يطمح لها من خلال ممارسة الرياضة، ذلك أن معظم هذه الفوائد لا تحدث عادة أثناء التمرين نفسه، ولكنها تحدث أثناء فترة التعافي، لذلك يبقى الحصول على الراحة الكافية بعد التمارين أمرا في غاية الأهمية”.
العلامات التي قد تدل على الإفراط في ممارسة الرياضة
ألم العضلات لفترات طويلة
على الرغم من أن آلام العضلات الناتجة عن التمرينات الرياضية أمر طبيعي، إلا أن هذا الشعور يجب أن يكون عرضياً ومؤقتاً، وليس متكرراً ودائماً، ويجب ألا يستمر لأكثر من يومين، أو ثلاثة أيام على الأكثر بعد التمرين.
الأرق وصعوبة النوم
أشار موقع Cleveland Clinic للصحة والمعلومات الطبية إلى
أن الأرق قد يكون علامة على ممارسة الكثير من التمرينات التي تفوق قدرة الجسم، في حين أن القيام بتمارين رياضية تناسب قدرة الجسم يعزز النوم والاستغراق العميق فيه.
التعب المزمن وتراجع الأداء
إن الشعور بالتعب المستمر والإرهاق الشديد خلال التدريبات مع تراجع مستوى الأداء، علامة مؤكدة على المبالغة في ممارسة التمارين الرياضية، ذلك أن الطبيعي هو تزايد قدرة التحمل وتأقلم الجسم الرياضي مع التمارين بشكل أكثر مرونة يوما بعد آخر.
الاكتئاب وتدهور الصحة النفسية
تعتبر التمارين الرياضية معززاً للمزاج الجيد، ولكن الكثير منها يمكن أن يجعل الشخص يشعر بالحزن أو الخمول باستمرار والرغبة في النوم طوال الوقت.
ووفقا لما أجمع عليه الخبراء، فإن الإفراط في التدريبات الرياضية لا يسمح للهرمونات بتنظيم نفسها بشكل صحيح، ومنه لا تقوم الغدة النخامية الخاصة بإفراز هرمون السعادة بوظائفها بشكل جيد.
التعاليق (0)
التعاليق مغلقة.