صرخة من محطة إنزكان.. عندما تغيب الإنسانية ويتحول “مراقب التذاكر” إلى أداة للإذلال

أكادير والجهات

بين مطرقة المرض وسندان “التسلط”.. أب يروي تفاصيل ليلة قاسية تعرض فيها للإهانة رفقة ابنته المريضة داخل حافلة للنقل العمومي بإنزكان.

مشهد مؤلم: رحلة الـ 9 ساعات تنتهي بـ “إهانة”

لم يكن يدور بخلد ذلك الأب القادم من الرباط صوب مدينة إنزكان، أن رحلته الشاقة التي استغرقت أكثر من 9 ساعات ستنتهي بموقف يندى له الجبين. الأب الذي كان يسابق الزمن للوصول بابنته المريضة إلى المنزل لتمكينها من “بخاخ الربو” بعد نوبة ضيق تنفس حادة، وجد نفسه أمام جدار من القسوة بدلاً من يد المساعدة.

تفاصيل الواقعة: صراخ واستعراض للقوة

بمجرد نزولهما بالمحطة وتوجههما لركوب الحافلة، وبدلاً من مراعاة الحالة الصحية الحرجة للطفلة، واجه المواطن معاملة “فظة” من طرف بعض مراقبي التذاكر. شهود عيان أكدوا أن التعامل اتسم بالصراخ والتعالي أمام أنظار الركاب، دون أدنى احترام لكرامة الأب أو الوضع الإنساني الاستثنائي الذي يمر به.

“النقل العمومي مرفق اجتماعي وُجد لخدمة المواطن، لا لتحويل لحظات ضعفه إلى فرصة للإذلال واستعراض القوة.”

خلل في التكوين.. أم غياب للضمير؟

هذه الواقعة ليست مجرد حادث عابر، بل هي جرس إنذار يكشف خللاً عميقاً في:

معايير التوظيف: غياب التركيز على الجانب الأخلاقي والنفسي للعاملين.

التكوين المستمر: نقص مهارات التواصل والتعامل مع الحالات الإنسانية والطارئة.

الرقابة: ضعف المحاسبة الذي يدفع البعض للشطط في استعمال “السلطة” الممنوحة له كمراقب.

مطالب بفتح تحقيق عاجل

تتعالى الأصوات اليوم لضرورة تدخل الشركة المعنية والجهات الوصية لفتح تحقيق جدي في هذه الواقعة، ومحاسبة المتورطين في إهانة المواطن. فالقانون وُضع ليُطبق بروح المسؤولية، لا ليكون سوطاً يُجلد به البسطاء في لحظات حاجتهم.