هكذا فهمت.. وانا اتابع خطاب جلالة الملك الموجه إلى ممثلي الأمة بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية البرلمان
خطاب الشكر والإمتنان باسم المغاربة إلى الدول الداعمة لملف مغربية الصحراء والإيمان بعدالة قضيتنا والإصطفاف إلى جانب حقوقنا التاريخية الشرعية والمشروعة بقوة التاريخ وحقيقة الجغرافيا.
فهمت ان واجب الشكر لهذا المواقف التي عززت موقعنا التفاوضي حول هذا النزاع المفتعل هو عنوان هذ السطر ما قبل الأخير من مسار تاريخ استكمال وحدتنا الترابية جنوباً…
هذا المسار الذي تستوجب اللحظة استذكار بعض محطّات ونحن على مشارف إغلاقه خاصة في عهد الملك محمد السادس قائد هذه الدبلوماسية الصامتة نحو أهمّ إنجاز فيه هو تحويل وجهة الهدف من الاستفتاء على تقرير المصير، إلى السعي نحو اتفاق سياسي حول الحكم الذاتي،
هي المقاربة التي تطلبت من المغرب بلورة نهجاً حديثاً في التعبير عن مطالبه التي ترتدي في شكل أساسي طابعاً وجودياً وتاريخياً ينظر إلى الهوية الصحراوية على أنها جزء لايتجزأ من ساكنة المغرب
هي المقاربة التي تعاملت بصبر استراتيجي هادئ وصامت مع الكثير من الأفخاخ والمناورات والعراقيل
كمشروع تقسيم الصحراء باقتراح من الأمين العام للأمم المتحدة على قاعدة ثلثي للمغرب والباقي للبوليزاربو والذي رحّبت به جزائر بوتفليقة القوية آنذاك وتجاوزناه بالكثير من الثبات والصمود
بنفس الحزم أيضاً تعاملت بلدنا مع القرار 2099 /2013 يتضمن توسيع صلاحيات بعثة المينورسو لتشمل مراقبة أوضاع حقوق الإنسان في الصحراء المغربية
وقد تسبب المشروع الأميركي آنذاك في توتر العلاقات مع بلدنا التي قررت إلغاء تدريب عسكري سنوي مشترك كان مرتقبا في المغرب.. ليسحب القرار بعد تدخل صارم لجلالة الملك المسنود بإجماع وطني
في المسار نفسه نستحضر في بداية انطلاقه أزمة جزيرة ليلى التي كانت بمثابة جرس التنبيه إلى بلدنا كي نقف عن حجم الفوارق مع جارتنا الشمالية
لتعود الأزمة بعد عقدين عبر ملف بن بطوش وإن كان هذا المرة على الصعيدين السياسي والديبلوماسي،
لنخاطبهم هذه المرة بالقولة الدبلوماسية المشهورة
( على إسبانيا القيام بتحيين معلوماتها عن المملكة الشريفة فمغرب اليوم ليس هو مغرب اليوم)
هي المملكة الإسبانية التي شكرها جلالته اليوم لاهميتها التاريخية باعتبارها مستعمِرة سابقة لاقاليمنا الجنوبية..
هي فرنسا القوة المستعمِرة السابقة لشمال إفريقيا ودول الساحل وتتوفر على خرائط الحدود الأصلية والأرشيف الدبلوماسي والعسكري للمنطقة
هي كل الدول المؤثرة في القرار الدولي والاممي..
قبل كل هذا هو المسار والمسير لتعبئة الشعب المغربي من جيل لجيل ومن عهد لآخر افرداً وأحزابا ومنطمّات مدنية وجمعوية حول قسم المسيرة الخضراء..
هي عناوين لربع قرن من العمل الجاد والدؤوب للدبلوماسية المغربية بقيادة جلالة الملك القارئ الجيد لطاولة لعبة الشطرنج في العلاقات الدولية..
هو السّطر ما قبل الأخير من صفحات تاريخ هذه الانتصارات الذي بدأت الإحتفالات بها بمدينة العيون اليوم وبحضور الأشقاء الأفارقة لاعبوا وعشاق كرة اليد
لأكثر من 13 بلد ب 25 فريق يتنافسون على كأس أفريقيا للاندية البطلة هناك في أقصى الجنوب المغربي كدلالة فارقة على تكامل هذه الاستراتيجية الجامعة بين ماهو تنموي ودبلوماسي لاقاليمنا الجنوبية
من حقّنا اليوم ان نشكر الجميع على دعم الحق والمشروعية..
من حقّنا ان نفتخر ونعتز ببلدنا قيادة وامّة وبهذه اللحمة الوطنية / الصخرة الصامدة أمام كل المناورات والدسائس والحروب طيلة ربع قرن وزيادة
أن نترّحم على كل شهدائنا الأبرار الذين زكّوا بدمائهم طريق هذا المسار كي يحيى الوطن تحت عطف ورحمة الآية الكريمة :
( ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ) صدق الله العظيم
يوسف غريب كاتب صحفي