توقع خبراء عسكريون انتهاء الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة “حماس” منذ السابع من أكتوبر من العام المنصرم، خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وحسب ما أورده الخبير في الشؤون الإسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، سعيد عكاشة، فإن هناك مجموعة من المؤشرات التي ترجح قرب انتهاء الحرب على غزة، ومن بينها تزايد ضغوط الولايات المتحدة على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لعدم إطالة أمد الحرب، وفقا لتقارير صحفية غربية.
وأوضح ذات المتحدث في تقرير بعنوان “حرب غزة ومستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في 2024″، أن إسرائيل لن تتمكن من تحدي الولايات المتحدة لمدى زمني طويل، إذ تحاول فقط كسب المزيد من الوقت من أجل إقناع واشنطن بأن الجيش الإسرائيلي على وشك القضاء على “حماس”.
ومن جهة أخرى، توقف عكاشة عند تحركات الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لحث نتنياهو على إجراء تغيير وزاري في ائتلافه الحاكم لإخراج الوزراء المتطرفين الرافضين لحل الدولتين من حكومته، وهو ما يوحي بأن واشنطن تخطط لوقف حرب غزة، والسعي لفرض مفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
وخلص الخبير نفصه إلى أن الأوضاع التي سيتوقف عندها القتال في غزة لا تبدو واضحة أو محددة بسيناريو وحيد، بل إن مستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل عام يعتمد بالدرجة الأولى على نتائج الحرب.
سيناريوهات محتملة
يرى سعيد عكاشة أن هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة للحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، أولها أن ينتصر طرف بشكل واضح على الطرف الآخر الذي يعترف بهزيمته ويعلن استسلامه رسميا، والاحتمال الثاني أن يقبل الطرفان وقف الحرب دون إنهاء الصراع، وهو ما يعني الاستعداد لجولة أخرى من الحروب بينهما مستقبلا، بينما يحيل الاحتمال الثالث على موافقة الطرفان وقف القتال، والدخول في مفاوضات لأجل حل الصراع بشكل جذري، عبر معالجة أسبابه كافة، لضمان عدم تجدد الحروب بينهما مرة أخرى.
ورجح الخبير في الشؤون الإسرائيلية أن يكون السيناريو الأخير (وقف إطلاق النار من دون شروط) الأقرب إلى التحقق بسبب الأعداد المهولة من الضحايا المدنيين في قطاع غزة، الأمر الذي قد تضطر معه الولايات المتحدة كما عدد كبير من القوى الدولية للقبول بفكرة إنهاء الحرب الحالية بالأسلوب نفسه الذي انتهت به الحروب السابقة، أي بصدور قرار بوقف إطلاق النار دون شروط، لاستعادة التهدئة فقط.
وجهة نظر أخرى
يبدو أن لإسرائيل وجهة نظر أخرى فيما يخص حربها على غزة، إذ لم تهدأ غاراتها الجوية على القطاع، كما لم تتوقف المعارك البرية بين الجيش الإسرائيلي وعناصر “حماس”، فيما يسود اليأس بين سكان القطاع المحاصر الذين يعانون تداعيات الحرب اليومية.
ويأتي هذا بعد تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن الحرب على القطاع ستستمر “أشهرا عدة”، مجددا تعهده القضاء على حركة “حماس”.
وتفاعلا مع هذه التصريحات، قام الجيش الإسرائيلي خلال اليومين الماضيين بتعديل انتشار قواته، تحسبا لحرب طويلة الأمد في قطاع غزة، كما سمح لبعض جنود الاحتياط التابعين له بالعودة بصورة مؤقتة للحياة المدنية.
وفي ذات السياق، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن “أهداف الحرب تتطلب قتالا طويل الأمد”، مشيرا إلى أنه “يتم التخطيط بحكمة لإدارة القوات التي تعمل في الميدان، مع البحث في نظام الاحتياط والاقتصاد وتحديث القوات والاستمرار في عمليات التدريب القتالي داخل جيش الدفاع الإسرائيلي”.