تحليل وتشريح آليات تنزيل الصناعة الثقافية بجهة سوس ماسة، هو محور اليوم الدراسي الذي نظمته تنسيقية الفنانين بتعاون مع مديرية الثقافة بإقليم تارودانت يوم السبت 17 يونيو2023 بالمركز الثقافي بتارودانت، و الذي يعتبر معلمة عمرانية وثقافية وفنية رائدة.
وعرف هذا اليوم الدراسي تقديم عروض، شارك في تأطيرها نخبة من الأساتذة الفنانين في مجالات الفن التشكيلي كل من الاستاذ: رشيد فاسح ، وفي المسرح: الاستاذ طارق بنشحموط، وفي السينما، والسمعي البصري: الأستاذ عبد الرزاق الزيتوني، وفي الموسيقى: الأستاذ ادريس المالومي، والأستاذ الحبيب نونو في مجال الفنون التقليدية الشعبية، والأستاذ سعيد جداد كمقرر ومسير لهذا اليوم الدراسي.
وقد تناولت المداخلات التي سلطت الضوء على مناطق الظل على الوضعية الراهنة من خلال أرقام وإحصائيات لهاته الفنون وآفاقها في ظل التحولات التي يعرفها العالم والمغرب بصفة خاصة، وذلك من أجل تحليل وتشريح آليات تنزيل الصناعة الثقافية بجهة سوس ماسة .
وقد التئم جمع مهم من المشاركين، ضم فاعلين في الحقل الثقافي والفني من الفنانات والفنانين من مختلف المجالات، وذلك لمناقشة موضوع تنزيل هذه الأليات الكفيلة بتقعيد الممارسة الفنية والثقافية، التي تهم الفنان بالدرجة الأولى وواقعه من خلال التحولات المجتمعية.
وعرفت المداخلات والنقاشات، التطرق لجوانب تهم الحياة الثقافية، ووضعية الفنون والثقافة بتارودانت، وضرورة المساهمة في إقلاع ثقافي احترافي يرد الإعتبار للمنطقة وفنونها ومبدعيها، كما تناولت كذلك بعض الإجراءات العملية للنهوض بوضعية الفنانين والمبدعين.
كما أبدى الفنانات والفنانين بتارودانت رغبتهم في العمل مع التنسيقية للدفاع عن مطالبهم والنهوض بوضعيتهم الاعتبارية داخل سلسلة الانتاج والترويج وإحداث بنيات تحتية فنية لممارسة احترافية، والحق في التكوين الفني للشباب والناشئة.
كما عبرت تنسيقية الفنانين بالجهة من جهتها، عن استعدادها للعمل مع مختلف الفاعلين والفنانات والفنانين من خلال اختيارها لوجهة تارودانت كاسترو رمزية لانطلاق أولى أيامها الدراسية، باعتبارها جوهرة سوس وتحفة تاريخية، ذات مقومات ومؤهلات ثقافية متنوعة يجب تثمينها و الاستثمار فيها، بشكل يعود بالنفع على ساكنة المدينة وعلى الجهة ككل.
كما أكدت تنسيقية الفنانين على ضرورة انخراط الجميع في ورش تقعيد الممارسة الفنية، من خلال الصناعة الثقافية، وهو ما يستوجب من كل المتدخلين خصوصا الجهات المسؤولة عن تدبير الشأن الثقافي، التحرك من أجل تحفيز صناعة ثقافية تأخذ بعين الاعتبار الإرث الثقافي الغني والتنوع بالجهة وبتارودانت على وجه الخصوص. وكذلك تقديم العناية الخاصة للشأن الثقافي والمفكرين والمبدعين في كل الأصناف الثقافية، باعتبارهم العمود الفقري للتقدم والتطور الفكري والثقافي وترسيخ قيم المواطنة ووالابداع.
كما كانت المناسبة كذلك دعوة للعمل والتحرك من أجل الاسهام في جعل الثقافة رافعة للتنمية وأولوية من الأولويات بالجهة عبر رفع القيود عن المآثر التاريخية والارتقاء بالفعل الثقافي، وبالفضاءات والساحات و المناسبات الفكرية والأدبية وتشجيع المقاهي الأدبية ، كمنصات تصنع فضاءات بديلة ومشجعة للحوار والنقاش والتنشيط، وفق مقومات عصرية تحفظ حقوق وواجبات الفنانين والمبدعين، وتنويع العرض الثقافي للمجتمع وحاجياته الثقافية والفكرية، والاهتمام بالموروث المحلي وخصوصياته الأمازيغية والرقي به وعصرنته.
و
التعاليق (0)