تاريخ تازمورت -القرية الواقعة على بعد 15كلم من تارودانت- غني عن التعريف بأناسها وعاداتها ومآثرها التاريخية و موقعها الجغرافي فضلا عن ثرواتها الطبيعية؛ سيّما فرشتها المائية التي أصبحت محط أنظار مجموعة من الفلاحين الكبار بالمنطقة. و كل من يقصد تازمورت من الفلاحين ويشتري فيها الهكتارات من الأراضي فهو على يقين أنه سيمارس نشاطه الفلاحي بكل طمأنينة ونجاح دون أن تعتريه أية شكوك في إيجاد المياه (حفر الآبار).
في خضم هذا الوضع، لاحظ سكانها أن مجموعة من الفلاحين يتهافتون على شراء أراضي تازمورت، الذي يستلزم ضمنيا شراء المياه بثمن زهيد بحسب روايتهم وتمهيدا لاستنزاف الثروة المائية التي تزخر بها قريتهم، وذلك بنقل المياه من موقع معين إلى موقع آخر بطبيعة الحال ضمن نفوذ جماعة تازمورت. هذا الفعل الذي لم يعجب السكان لتشكيله تهديدا واقعيا وحقيقيا لكيان الإنسان الزموري.
وما زاد الطين بلة وتعقيدا وأغضب الساكنة، أن أحد الفلاحين الكبار وفي فترة الحجر الصحي الذي تعيشه بلادنا جراء جائحة كورونا المستجد، تجرأ على اختراق تعليمات السلطات الأمنية واستغل هذه المرحلة الحساسة ليشتغل ليلا في حفر ممر لنقل المياه، ليس لنقلها من مكان معين إلى مكان آخر ضمن نفوذ جماعة تازمورت كما قام به الكثيرون، بل لنقلها من جماعة تازمورت إلى جماعة أخرى و المسماة بـ “جماعة سيدي بورجا” لاستنزافها واستغلالها في مصالحه الشخصية(الفلاحة) رغم تنافي هذا الفعل مع قانون الماء بالبلاد؛ حيث استثمر مجموعة من الآلات الحافرة واليد العاملة لتجويف الأرض ووضع الأنابيب البلاستيكية داخلها وردمها وكأن شيئا لم يحدث.
فبعد امتثال ساكنة تازمورت لأوامر السلطات الأمنية سيما السلطات المحلية حفاظا على سلامتها وسلامة الجميع، جاء هذا الشخص ليستغل الفرصة، ويخترقها وبذلك يعتبر هذا الحجر الصحي مَغْنَما لا مغنم بعده فلا مجال لتفويته وتضييعه، مما يحدث نزيفا في شريانها الوحيد والأوحد.
العجب العجاب أننا في مرحلة تستدعي التساند والتعاون فيمابيننا، لنتفاجأ بهذا السلوك المشين واللاخلقي، والذي يعني سرقة حياة الإنسان الزموري. وهل يمكن العيش بدون ماء؟، يقول أحد السكان،
وفي إطار هذا الفعل القبيح والقاتل حسب تعبيرهم، فإن ساكنة تازمورت لم ولن تقف مكتوفة الأيدي بكل مكوناتها (جمعيات، مواطنين بمختلف فئاتهم العمرية…)؛ ولعل أول خطوة قامت بها جمعيات المجتمع المدني بتازمورت تنفيدا لوعدهم بعدم السكوت، وسلوك كل الطرق القانونية المتاحة لنزع حقوقهم، هي تقديم شكاية إلى الجهات المعنية بجهة سوس ماسة بما فيها السيد عامل صاحب الجلالة على إقليم تارودانت، والسيد قائد قيادة تازمورت، والسيد مدير وكالة الحوض المائي لجهة سوس ماسة. هذه الشكايةالتي وقعتها تسع جمعيات تستنكر فيها الاستنزاف البشع للفرشة المائية من كل الفلاحين الذين نقلوا المياه من جماعة تازمورت إلى جماعة أخرى منتظرة(أي ساكنة تازمورت بكل مكوناتها) ردّها(الجهات المعنية) العملي والفعلي العاجل بخصوص هذه القضية المصيرية، سيما الوقوف على مدى قانونية حفر الآبار (التراخيص) بهذه المنطقة كلها وإزالة جميع الأنابيب البلاستيكية المردومة تحت الأرض لهدف نقل المياه من جماعة تازمورت إلى جماعة أخرى.
وفي ختام حديثهم وعد ممثلو الجمعيات والساكنة قاطبة بعدم ادخار أي جهد في الدفاع عن مصالحها العامة، وأن الفعاليات الجمعوية والساكنة ستبقى تدافع عن حقوقها إلى آخر رمق. كما تستفهم وتستنكر كذلك تقاعس مُنْتَخَبِيهَا بالمجلس الجماعي بتازمورت تُّجَاهَ هذه القضية الحساسة والمصيرية؟
ابن تازمورت
التعاليق (0)