أكادير24 | Agadir24 / سدي علي ماءالعينين
هناك من يلعب بالنار ، اليوم يقارن ميزانية التعليم بتنظيم بلادنا لكأس العالم ، وغدا سيقارنونها مع ميزانية الجيش وغدا مع ميزانية القصر ،وغدا سيقولون لماذا الدعم الإجتماعي فرجل التعليم هو الاصل و رويدا رويدا سيبخسون انشاء المطارات والموانئ و كل شيئ !!!!
هؤلاء من قضوا في التعليم أقل من سنتين ،ومنهم من إلتحق في هذا الموسم ، ويعتبر نفسه منزها عن النقد لمجرد انه يحمل لقب مدرس ، ويريد من هذه الدولة أن لا تستثمر في اي شيئ سوى في زيادة أجرته ،وإلا فالعالم مختل و فاسد .
كل قطاع يدافع عن مصلحته ،ولكن لا تحاولوا ان تقنعونا ان زيادة اجوركم ستجعلكم اكثر مردودية وعطاء في التدريس ، فهناك رجال ونساء تعليم لهم اجور ضخمة ويهربون من القسم الى الإدارة و التفرغ النقابي !
تنظيم كأس العالم ليس ترفا ولا مجرد كرة ،كأس العالم هو فرصة لزيادة فرص المغرب في تحسين اوضاع مواطنيه ، و تطوير إقتصاده ، وتنميته . مقارنته بالتعليم فيه تعويم للنقاش و تشويه صورة البلاد .
هذا لا تفهمه بعض الكائنات التي أصبحت ترى أن العالم كله سيتوقف إذا توقف التعليم ، و ان المدرس هو من يعلم الطبيب و المهندس و المحامي والقاضي …..
هذه المعادلة لا تسمح للبعض ان يخلطوا الأوراق من اجل اغراض تبتعد عن المدرس و لكن تقصف الوطن بإسمه .
كفى من تبخيس مؤسسات الوطن من اجل حفنة حقوق ستأتي طال الزمن او قصر ، لكن لا تعطونا الإنطباع ان مكانة مهنة المدرس تعطيكم الحق في ان تروا ان لا شيئ يجب أن ينجز في هذا الوطن مالم تتم الزيادة في اجوركم !!!!
أنا مع تحقيق مطالب المدرس و مطالب الجماعات و حقوق مختلف الفئات ، و أرى أن صناعة السيارات و الطاقات المتجددة وكرة القدم و البنية التحتية و السدود و الموانئ و المطارات…. كلها ضرورية ومهمة ولها الأولوية ،
وليس من المنطق في شيئ مقارنة الذي لا يقارن ، ومقاربة مالا يقارب ،
هذا وطن حاجياته متعددة ومنها المدرسة ،
ولكن لا تنسوا ان هذا وطن وليس مجرد مدرسة .
“وإلا فأوقفوا مسيراتكم للدفاع عن مطالبكم ، وحولوها الى مسيرات للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على غزة ، لماذا تتظاهرون من اجل المال وغيركم يموت يوميا ولا يجد قطرة ماء او دم ؟”
هل يبدو لكم هذا الكلام معقولا و مقبولا ؟ طبعا لا ،لا يمكن ربط الذي لا يربط ،فتلك معركة و تلك اخرى .
بنفس المنطق ، هناك 40 مليون مغربي ينتظرون كأس العالم لما له من آثار على البلاد والعباد ، و لا يهم إذا كان هذا لا يروق لمليون مدرس !!!
هذا وطن وليس مدرسة .
فهل تعتبرون ؟
تعليقان
اتهامات خطيرة تلك المدسوسة كالسم في انشائك الذي يشبه انشاء تلاميذي .. لكن لا حياة فيه ولا شخصية الا شخصية التلميذ البهلوان المضحك.. الذي سخر كل جهوده وأبرز عضلاته ليتفوق على زملائه ، ويحضى باهتمام المعلم .. من أنت؟؟؟ فأنا لا أعرف اسمك !! أما أنا يعرفني ملايين التلاميذ النجباء الذين أصبحوا أطباء ومدرسين وسياسيين ورجالات شرطة …. علمتني مهمتي ألا أنقط للورقة الا بعد أن ألقي نظة على اسم صاحبها، لكي أراعي الظروف الاجتماعية والبيئة والنفسية للتلميذ.. خوفا من أن أظلمه.
وأنا أقرأ هذا السرد الحجاجي، شعرت بخوفك الشديد من الأستاذ وشعاراته على مستقبل كرة القدم ، وهذا يؤكد أنك مولع بكرة القدم .. وتحب حتما ميسي، وتشجع البرتغال ، ومبابي ملهمك، ومازلت تعيش مراهقة الشباب وتتعنصر لفريقك، لا بأس يا عزيزي، ففي القسم الذي كان وسيبقى الى الأبد مجتمعا بكل تفاصيله، وطنا لمن لا وطن له ، بل عالم صغير كحجم الكف، كبير بحجم السماء والأرض، يحمل الوطن كاملا بين جدرانه . وفيه يتنفس الحلم ويولد الشغف ونختبر الكره والحب والنفاق والرغبة والنجاح والفشل التشاؤم والتفاؤل والغباء والذهاء والذكاء ، ومن خلاله تقسم بعض الأرزاق والمهن … وهذه كلها تمر في عالم الشيخ فيه يصبح مريدا والمريد شيخا ..
لا حول ولا قوة الابالله. هذا اكتر شئ ممكن ان يقال في مقالكم.