الندوة الصحفية التي عقدتها مؤخرا قناة دوزيم مع وزير العدل ،لم يكن هدفها تنوير الرأي العام ولكن تمكين هذالاخير من تمرير وتكريس في ذهن المواطن المغربي ما تسعى اليه الحكومة الحالية من إحداث تغيير في المجتمع المغربي وباملاءات خارجية.
وقناة دوزيم التي مكنت وزير العدل ليتحدث بأريحية ؛ ليس من باب عمل إعلامي محايد من قبلها ؛ ولكن تكملة لعمل منسق ومسبق بين الطرفين باعتبار القناة التانية هي الوسيلة الاعلامية التي يتم بواسطتها تطبيع المغاربة مع التغييرات التي تطال حياتهم الاجتماعية والأسرية والتي جاء وزير العدل الحالي لاضفاء عليها الطابع القانوني المجرد من كل خلفية دينية إسلامية التي هي قوام المغاربة في شتى مجالات حياتهم الاجتماعية والأسرية.
إن تقديم القناة التانية لوزير العدل بالكيفية التي ظهر بها للرأي العام يؤكد مدى الجرأة التي تم بها ذلك ؛والتي ليست في الحقيقة سوى وقاحة خاصة عندما أظهرت صورة أمير المؤمنين كصورة خلفية لجلوس وزير العدل وبشكل لا يناسب مقامه ومكانته عند المغاربة وهو ما يظهر مدى التغلغل و الاختراق الحاصل في مؤسسات الدولة ومنها وسائل الإعلام المحسوبة عليها من قبل جهات اجنبية الساعية الى فرض اجندتها على المغاربة .
ويظهر من الأسئلة المطروحة على وزير العدل أن الساهرين على برمجة ظهوره قد اعدوا العدة لذلك؛ والاكتفاء بتقديم وجهة نظر طرف واحد ممتلا في وزير العدل لمشاريع قوانين ستغير للأبد الواقع القائم في المغرب كدولة يدين سكانها بدين الإسلام.
وقد حاولت القناة التانية من خلال اسئلتها لوزير العدل أن تظهر أن الخلاف حول مضمون مشاريع القوانين التي عرضها ويعرضها، هو خلاف سياسي ومحصور مع حزب واحد هو حزب العدالة والتنمية ومع امينه العام بنكيران ؛وليس خلافا مجتمعيا يهم جميع مكوناته بما فيها علماء الأمة.
إن الجرأة الزائدة التي اظهرها وزير العدل ممتلا للحكومة لفرض سياسة الامر الواقع وتغيير مظاهر الحياة فيه كبلد مسلم والذي رده الوزير نفسه إلى ضغوطات خارجية تتبنى اللواط والزنا سيؤدي لا محالة إلى إحداث خلخلة كبرى من نتائجها المباشرة تغيير في طبيعة ونوع العلاقة التي ستكون بين المغاربة ومؤسساتهم الدستورية ومنها الحكومة .
فهل سيوضع وزير العدل في الزاوية الضيقة تفاديا للا سوا ام أن الوقت لذلك قد فات ؟الايام القادمة ستحسم ولا شك في الجواب على السؤال .
الاستاذ اليزيد كونكا