في خطوة تهدف إلى محاصرة التدخين والمخدرات بالمؤسسات التعليمية، قامت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بإحداث نوادي صحية عبر مجموع جهات المملكة، بهدف التوعية والتحسيس والوقاية من التعاطي للتدخين والمخدرات في صفوف الناشئة.
وحسب ما أورده الوزير الوصي على القطاع، شكيب بنموسى،
فإن الوزارة، ووعيا منها بأهمية التصدي لظاهرة التدخين وحماية التلميذات والتلاميذ من الأخطار الناجمة عنها، عملت على إحداث 2835 ناديا داخل المؤسسات التعليمية، تحتضن أنشطة مختلفة، يؤطرها منشطون تربويون مختصون في المجال.
وإضافة إلى ذلك، قامت الوزارة، حسب ذات المسؤول الحكومي، بإشراك فاعلين في الموضوع من قطاعات حكومية ومكونات المجتمع المدني ومنظمات وطنية ودولية، وذلك في إطار المقاربة التشاركية التي تنهجها لمواجهة آفة التدخين بالوسط المدرسي.
وإلى جانب ذلك، ترتكز مقاربة الوزارة في مواجهة آفة التدخين وتعاطي المخدرات داخل المؤسسات على مدخلين اثنين، يتمثل أولهما في تقوية المعارف المرتبطة بأخطار التعاطي للتدخين والمخدرات والتحذير من تأثيراتها متعددة الأبعاد، من خلال تخصيص دروس مرتبطة بهذه الظاهرة ضمن المقررات الدراسية، وذلك حسب خصوصيات مختلف الفئات العمرية للتلميذات والتلاميذ ومستوياتهم التعليمية.
وبخصوص المدخل الثاني، أوضح الوزير بنموسى أنه يهم البعد الوقائي القائم على التحسيس والتوعية والتربية والإنصات والتوجيه، حيث تعمل الوزارة على التعميم التدريجي لخلايا الإنصات والوساطة لفائدة التلميذات والتلاميذ بالمؤسسات التعليمية التي تساهم في دعمهم ومواكبتهم لمواجهة الأخطار التي قد تجعلهم عرضة لتعاطي التدخين والمخدرات.
وفي سياق متصل، استعرض وزير التربية الوطنية تفاصيل برنامج “إعداديات وثانويات بدون تدخين”، مبرزا أنه يندرج في إطار شراكة مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، ومؤسسات المجتمع المدني، بحيث يهدف إلى حماية المتمدرسين من هذه الآفة، وكذا مساعدة المدخنين، من تلاميذ وأطر إدارية وتربوية، على الإقلاع عنها، عبر المواكبة والتوجيه.
وأشار بنموسى إلى أن البرنامج المذكور يتضمن مجموعة من الأنشطة، من بينها تنظيم مسابقة وطنية تساهم فيها المؤسسات التعليمية التي تحتضن الأندية الصحية، وذلك ترسيخا لثقافة التثمين والاعتراف بالمجهودات التي تبذلها هذه المؤسسات على المستوى المحلي في هذا الإطار.
وتجدر الإشارة إلى أن التدخين مسؤول عن أكثر من 8 ملايين حالة وفاة كل عام في العالم، ثلثها بسبب الإصابة بالسرطان، فيما ترجح منظمة الصحة العالمية أن يتجاوز هذا الرقم 10 ملايين حالة وفاة بحلول عام 2030، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات لمواجهة الظاهرة.
وبخصوص تعاطي التدخين في صفوف الناشئة، فإن حوالي 37 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاما يستخدمون منتجات التبغ، فيما يفوق عدد الأطفال الذين يدخنون السجائر الإلكترونية عدد البالغين، حسب معطيات واردة عن منظمة الصحة العالمية.