تفاجأ مجموعة من المواطنين نهاية الأسبوع الماضي بتحول شاطئ أنزا إلى مجرى مائي لمياه عادمة ظلت تجري باتجاه البحر لقرابة 16 ساعة بدون توقف.
وأفاد ذات المواطنين بأن الأمر يتعلق بمياه مستعملة بها روائح الكلور والصودا ومواد كيميائية أخرى، متسائلين عن مصدرها، خاصة أن القناة التي تصب في البحر تقوم في الأصل بتصريف مياه جبال أنزا العليا.
هذا، وقد اضطر مجموعة من السياح الأجانب، الذين كانوا متواجدين بذات الشاطئ، لإلغاء تمارينهم الخاصة برياضة السورف والانسحاب في صمت، حيث غادروا المكان بعد تجسيد احتجاج حضاري دعوا فيه إلى وقف تلويث الشاطئ.
ومن جهتهم، رفض العديد من رواد المقاهي المجاورة للكورنيش الجلوس في هذه الفضاءات بسبب الروارح النتنة الناتجة عن المياه العادمة، فيما بادر المواطنون الذين كانوا متواجدين بالشاطئ بالعودة إلى منازلهم.
وسرعان ما دخل فاعلون بيئيون على خط هذه الواقعة، إذ اكتشفوا أن المياه العادمة التي كانت تصب بالشاطئ المذكور تعود لمعمل متخصص في تصنيع زيوت المائدة ذات العلامة التجارية المشهورة، خاصة زيت الزيتون المعروفة بسوس كما على المستوى الوطني.
واتهم هؤلاء، المعمل المذكور، والمتواجد بأنزا، بربط مياهه العادمة بالقناة التي تصب في الشاطئ، وهو الأمر الذي وصفوه بـ”الكارثة البيئية” التي وجب التدخل من أجل وقفها والحد من تداعياتها الخطيرة.
واعتبر هؤلاء أن منطقة أنزا هي منطقة منكوبة بيئيا، إذ عانت لسنين طويلة بسبب الوحدات الصناعية المتواجدة بها، والتي تتخلص من ملوثاتها دون احترام المعايير البيئية المطلوبة، إذ أن منها ما يصب في البحر ومنها ما ينتشر في الهواء، فضلا عن انبعاث مختلف الروائح الكريهة في الأجواء.
وأمام هذا الوضع، طالب ذات الفاعلين البيئيين والجمعويين بمحاسبة المتورطين في تلويث شاطئ أنزا، معتبرين أن الوحدات الصناعية مطالبة باحترام المعايير البيئية والتخلي عن الأفعال والسلوكات التي تصب في مصلحتها الخاصة، والتي تلحق ضررا كبيرا بالكائنات البحرية وبالمواطنين وبساكنة المنطقة على وجه العموم.