الوسم: المستحيل ليس مغربيا

  • المستحيل ليس مغربيا كلما تخضبنا ب”تمغربيت”

    المستحيل ليس مغربيا كلما تخضبنا ب”تمغربيت”

    أكادير24 | Agadir24

     

    لا زالت فعاليات كأس العالم قطر 2022، تتدفق نجاحاتها الميدانية بالعديد من الجواهر النفيسة، السياسية منها والاجتماعية والثقافية الحضارية، وعلى رأس ذلك طبعا، رفع الرصيد والانجاز الرياضي المغربي بشكل غير مسبوق عربيا وإفريقيا وعالميا. ما تمخضت عنه العديد من المكاسب الرياضية والحضارية للشعب المغربي المعطاء، ومن بينها أيضا إثراء القاموس اللغوي والفكري للمغاربة وإعادة الاعتبار بإزالة الغبار عن مفاهيم وقيم أصيلة في حياتهم، كمصطلح “النية” الذي ورد في الحديث “إنما الأعمال بالنيات”، ونطقت به الحكمة “مول النية يربح” وسارت به الأقوال “النية بالنية والحاجة مقضية” ف”دير النية وبات مع الحية” لا تخاف من شيء ورعاية الله تكلأك، مع ما يحمله ذلك من درر بليغة وفيوضات من الصدق.. والثقة.. والانصهار.. والعمل.. والوطنية.. والجماعية.. والاستقامة.. والقتالية.. والتوكل على الله وهو عند حسن ظن عباده.

    أيضا، مفهوم قوي جدا لخصه المغاربة في قولهم: “المستحيل ليس مغربيا”، على قول الأمريكيين: ” Yes we cane”، وقول الفرنسيين:” Vouloir c’est Pouvoir, alors, Si on veut on peut”، وهي مفاهيم تضع الثقة في أهلها أولا، وتجعلهم ينتصرون على مخاوفهم الذاتية ومعوقاتهم الواقعية قبل خصومهم وأعدائهم. كما تجعلهم يرفعون سقف طموحاتهم عاليا ويؤمنون بإمكانية تحقيقها ويسلكون السبل الجادة لذلك وينجحون فيها نجاحا باهرا يغمرهم بالمتعة وبالفرحة وينسيهم المتاعب والتضحيات، وعادة ما تفرح لفرحهم كل الشعوب المحبة للخير من شعوب العالم الشقيقة والصديقة، كما حدث ويحدث مع انتصارات الفريق المغربي المتتالية والمبهرة والتاريخية في فعاليات كأس العالم قطر2022، حتى قيل أن “قطر” رفعت السقف في الإعداد و”المغرب” رفع السقف في الإنجاز فطوبى لهما، بما وحدا قلوب العرب والرياضيين بتتالي الانتصارات وإثر كل انتصار تعم الفرحة العارمة في كل مكان، فشكرا لكل من يساهم فيها.

    في الحقيقة، يخيل إلي أنه كثيرا ما يظلم البعض منا هذا البلد الحبيب ويقسو عليه بشكل غريب، ويستكثر عليه رائحة الفرحة حتى في الرياضة، قد يكون ذلك بتصرفاته الرعناء كمسؤول أو بتقاعسه عن بعض واجبه كمواطن، أو فقط بفقدانه الثقة في كل شيء ونشره اليأس من أي نهوض وإصلاح ممكن في أي مجال وبأية أجيال، شعاره في ذلك “أولاد عبد الواحد كلهم واحد” و” ما تبدل مسهول غير بما كفس”؟. في حين أن غيرنا من أبناء الشعوب الأخرى يتمنون لو أنهم مغاربة أو يتمكنون من أن يكونوا كذلك، ولو فقط من أجل الاستمتاع بما حبانا الله من دفىء الشمس ولطيف البحر على مدار السنة، أو ببعض المظاهر الفلكلورية خاصة تلك التي يحضر فيها الشهي من”الكسكس والطاجين” والرائع البهي من “الجلابة والقفطان..”. صدق “الزروالي” وهو يقتبس عن ابن خلدون قوله: ” نحن قوم نحلق الرؤوس ونلبس البرنوس ونأكل الكسكوس…، الكسكسو والبسطيلة والخليع و وليدات “الركراكي”.. واللي مات على شبعة والفرحة لهلا يردو”؟.

    صحيح، أن الآخرين لا يعرفون حقيقة أمورنا وحجم خبايانا.. وما نصلى به من قمع الحريات في بعض الأحيان.. وبعض المعارك الحقوقية المجانية.. وبطء التنمية في بعض المجالات وفي بعض المناطق.. ورداءة الخدمات الاجتماعية في العديد من الادارات.. والفقر والهشاشة وبطالة وهجرة الشباب الذين يقضي بعضهم في الأعالي أو يغيبون وراء الضباب؟. لكن، أليس مثل كل هذا في كثير من الدول مثلنا بل وأكبر منا.. على الأقل من حيث مواردها الطاقية وثرواتها البترولية ودخلها القومي..، ورغم ذلك، فهي الأقل في كل شيء، لا في الحرية.. ولا في التنمية.. ولا في الديمقراطية.. ولا حتى في الوحدة القومية والاستقرار الوطني..، وكأنها على قول “عبد الرحمان منيف” ك”مدن الملح”.. لا شيء فيها مما يعد من المقومات الأساسية للدولة غير الملح والملح المذاب. وصدق الشاعر إذ يقول: “لست تلقى كالمغرب الفذ أرضا… ولو جلت الأرض طولا وعرضا”؟.

    أما بالنسبة لبلدنا الحبيب، فإنه بلد حقيقي وأي بلد تاريخي وحضاري، إذا أراد.. فكر وقدر.. عزم وعبأ.. عمل وأنجز.. حقق ونجح.. ومن ثمة صح قوله عن نفسه: “المستحيل ليس مغربيا” و” تمغربيت” سر نجاحنا كما يؤكد ذلك المحللون غير ما مرة وطوال تاريخيا:
    من أخرج المستعمر الغاشم من البلاد صغيرا ذليلا يطلب النجاة.. حرر من سطوته البلاد وأراح من بطشه العباد…. أليس هم المغاربة بتضحياتهم الوطنية وجهادهم الإسلامي؟.
    من خاض معركة التشييد والبناء لمختلف البنيات والمؤسسات.. وأرسى قوانين الحريات والتنظيمات السياسية والمدنية.. أليس هم المغاربة بتشريعاتهم وقوانينهم الوطنية الجامعة؟.
    من كسب رهان مغربة وتعميم تعليمه وصحته.. إدارته وقضائه.. سكنه وصيده.. تشغيله ونقله.. ولا زال يطور فيهما وفي غيرهما من المجالات حسب الإمكان القومي والمقتضى العصري؟.

    من ربح رهان الاستقرار الوطني والوحدة في التعدد.. وبالأمس استعاد الصحراء بمسيرة سلمية خضراء مظفرة.. واليوم يقود فيها وفي غيرها من جهات المملكة.. مسيرة التنمية المستدامة والجهوية الموسعة؟.
    من أمن نفسه ضد اضطرابات وزحف موجات الربيع العربي الهادر وقد عصفت ولا زالت بهديرها ببعض الدول، ورغم كل التضحيات الجسام لازالت لا ترى لها منها مخرجا ولا أفقا فبالأحرى شط النجاة؟.
    من دبر جائحة كورونا “كوفيد 19” العالمية الفتاكة بأقل الخسائر الممكنة، واستفاد من دروسها الوبائية القاسية في دعم التصنيع الوطني وإقرار السجل الاجتماعي والتغطية الصحية التضامنية للجميع؟.

    فعلا، إن “المستحيل ليس مغربيا” و”تمغربيت” لا يقف في وجهها وأمامها شيء، ولن يكون المستحيل مغربيا كلما كان مفعوما ب”تمغربيت” الحقيقية والصادقة فالتف العرش بالشعب والشعب بالعرش في ملحمة وطنية يقودها الاجماع الوطني وقيم مرجعيتنا وهويتنا الحضارية.. وكلما استمع المسؤولون لنبض الشعب وحنينه وأنينه.. ورأى الجميع أن وطن التقدم والازدهار والأمن والسلام أكثره عطاء ووفاء قبل الأخذ والطمع في المزيد الذي قد لا يكون لك.. وأعتقد أن ظروفنا الحالية في هذا الوطن الغالي وما عكر ويعكر صفوه من موجة الغلاء والمس بالقدرة الشرائية لفئات عريضة من المواطنين..، وما زال يعاني منه الكثيرون من صعوبة الحصول على الشغل والسكن والاستقرار الأسري..، كل هذا يستلزم منا وقفة جماعية كل من مكانه وبإمكانه لإحياء ما تراجع في صفوفنا من قيم المواطنة الحقة والنبل والعطاء أي “تمغربيت”، تلك التي تغشى الحشود من المواطنين فلا تدري كيف تصيح على طول الشارع: “العاشقين في النبي صليوا عليه “.. وتملأ عمق الساحات ” وي.. وي.. اللي ما حماها.. ماشي مغربي”.. وتشدو فرحا ” هي هو.. مبروك علينا.. هذي البداية.. مازال مازال”؟.

    وإن شاء الله إلى “درنا النية” كما يقول المدرب “الركراكي” النجاح، بمعنى الصدق.. والعزم.. والعمل.. والجماعة.. والشباب.. والثقة.. والانصهار.. والتعاون.. والاستماتة.. والأخلاق.. والاستقامة.. والتوكل على الله.. ورضاة الوالدين.. سنربح كل الرهان التنموي الوطني أكثر مما ربحنا الرهان الرياضي أو نكاد.. وبعد هذا الاكتساح المغربي الرياضي والنفسي لأعتى الفرق التي ساد الظن أنه لا يشق لها غبار، “بلجيكا”.. “كندا”.. “إسبانيا”.. واليوم “البرتغال” في ربع النهاية.. ها نحن بفضل الله وبشكل غير مسبوق نتربع في المربع الذهبي للأربعة الرياضيين الكبار في العالم، ومتمنياتنا للفريق الوطني عبر القادم من مباريات النصف والنهاية بمزيد من التألق والانجاز والفوز الرياضي ولبلدنا المزيد من التألق والإنجاز التنموي بفضل الله.. والصدق والنية.. ورضاة الوالدين.. و”ديما مغرب”؟.

     

    الحبيب عكي
  • المستحيل ليس مغربيا

    المستحيل ليس مغربيا

    أكادير24 | Agadir24

     

    أبدعت قطر واجتهدت في تنظيم أشهر بطولة لكأس العالم. أرادت بعض الدول الغربية أن تتزعم حملة ضد مونديال قطر بالترويج لصورة قاتمة حول البطولة العالمية، فانقلب السحر على الساحر. لم تنظم قطر مونديالا عالميا، بل أبهرت العالم ببنياتها الرياضية والتنظيم المحكم. وما زاد من شهرة مونديال قطر إنجاز المنتخب المغربي الذي أصبح أول بلد عربي وإفريقي يمر إلى المربع الذهبي وقد يواجه بطل العالم وحامل اللقب المنتخب الفرنسي.

    بقدر ما أبهرت قطر العالم بالنسخة 22 من كأس العالم، بقدر ما أبهر المنتخب المغربي العالم بأدائه ونتائجه المتميزة كأول بلد عربي إفريقي يخترق المربع الذهبي من بين أكبر الفرق العالمية في كرة القدم. وما ميز هذا الإنجاز ليس المغربي وإنما العربي الإفريقي، هو أنه تم على أرض عربية وأجمع العالم على أنه عرس رياضي ناجح بكل المقاييس، وأن قطر نظمت إحدى دورات أكبر تظاهرة عالمية بمستوى يتفوق على الدورات السابقة.

    إنجاز المنتخب المغربي التاريخي، تميز بطعم خاص يتحدد في كون المدرب مغربي والطاقم التقني هو كذلك مغربي. وهذا الأمر يحمل أكبر من دلالة، لعل أبرزها هو أن اختيار الرجل المناسب في المكان الناسب عامل محدد في بلوغ النجاح وتحقيق إنجاز أكبر من الأهداف المسطرة. العديد من الدول اختارت مدربا أجنبيا قد يُصنف من بين أكبر المدربين في العالم لكنها لم تستطع حتى المرور إلى الدور الثاني. كما أن بعض الدول اختارت مدربا محليا ولم تحقق الأهداف المسطرة رغم توفرها على نجوم كبار في الكرة المستديرة. هذا ما لاحظناه في مونديال قطر، لكننا رغم ذلك، نعتبر أن اختيار مدربا محليا في المنافسات العالمية هو مرتبط ارتباطا وطيدا بالدينامية التنموية التي يشهدها البلد، وهذه هي شَعَرة معاوية التي تربط الإنجاز الكروي بالطموح التنموي. فاختيار مدرب محلي يعكس من جهة ثقة الجامعة الرياضية والجمهور في الإطار الوطني، واختيار الرجل المناسب يعكس الحكامة الجيدة التي بلغها البلد من جهة أخرى.

    إن نجاح المنتخب المغربي في بلوغه المربع الذهبي ليس وليد الصدفة، وإنما جاء نتيجة اختيارات صائبة قائمة على أساس الثقة في القدرات المحلية والحكامة الجيدة. وهما العاملان اللذان كانا وراء النجاح الباهر لمونديال قطر. تطور كرة القدم في المغرب، وتتويج هذا التطور بالإنجاز الكبيرفي قطر، يعكس الدينامية التنموية التي تشهدها المملكة المغربية. فرياضة كرة القدم لها ارتباط بعامل التنمية لأنها خاضعة لنفس المقاييس في تحقيق الأهداف المسطرة.

     

    سعيد الغماز