اكادير : زهير مقرش
شهد ملعب أدرار واقعة مؤسفة أثارت استياء واسعا في صفوف المتطوعين، بعدما رفض عدد منهم تسلم الوجبات الغذائية المخصصة لهم بسبب رداءة جودتها وعدم استجابتها لأبسط المعايير الصحية والإنسانية. هذا الرفض لم يكن تصرفا اعتباطيا أو بحثا عن إثارة الجدل، بل كان صرخة احتجاج مشروعة ضد استهتار غير مقبول بصحة متطوعين يقدمون خدمات جليلة ، خدمة للصالح العام وإنجاحا للتظاهرات الكبرى التي تحتضنها المدينة.
وبعد الضجة التي أثيرت، سارعت الشركة المكلفة بالتغذية إلى تدارك الوضع، وقدمت وجبات وصفت بالممتازة، ما يؤكد أن الخلل لم يكن في الإمكانيات، بل في غياب الضمير المهني والرقابة القبلية. وهنا يطرح السؤال الجوهري: لماذا لا يتم احترام المعايير منذ البداية؟ ولماذا لا تتحرك الشركات إلا بعد الفضيحة والانتقاد؟
إن الشركة المكلفة بالتغذية مطالبة بالقيام بواجبها على أكمل وجه منذ اليوم الأول، وتقديم وجبات صحية، متوازنة، وتحترم شروط السلامة الغذائية. فصحة المتطوعين ليست أمرا هامشيا أو تفصيلا يمكن التغاضي عنه، بل هي مسؤولية مباشرة لا تقبل التهاون ولا منطق التدارك بعد الخطأ. المتطوعون ليسوا حقل تجارب، ولا يجوز التعامل معهم بعقلية الحد الأدنى أو الربح السريع على حساب صحتهم وكرامتهم.
إن ما وقع بملعب أدرار يستوجب فتح تحقيق جدي، وترتيب المسؤوليات، ومحاسبة الشركة المعنية، حتى تكون عبرة لغيرها. فالإفلات من المحاسبة يكرّس الاستهتار، ويشجع على تكرار الأخطاء نفسها في محطات قادمة. كما أن الجهات المشرفة مطالبة بتشديد المراقبة وعدم الاكتفاء بردود الفعل بعد وقوع الضرر.
ختاما يجب التأكيد على أن المتطوعين هم العمود الفقري لإنجاح التظاهرات الرياضية والتنظيمية الكبرى، واحترامهم يبدأ من ضمان أبسط حقوقهم، وفي مقدمتها تغذية سليمة تحفظ صحتهم وكرامتهم. صحة المتطوعين فوق كل اعتبار، وأي تهاون في هذا الباب هو خط أحمر لا يمكن السكوت عنه.


التعاليق (0)