بين مطرقة السرعة وسندان “الاستشفاء”.. صرخة من أمام مستشفى أكادير الجامعي

أكادير والجهات

تحت ظلال الصرح الطبي الأكبر في جهة سوس ماسة، المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس، تُكتب يومياً فصول معاناة صامتة لولا أصوات الكوابح وارتطام الأجساد بالأسفلت.

لم يعد الطريق السريع المار أمام المستشفى مجرد شريان مروري، بل صار “نقطة سوداء” تهدد حياة من نذروا حياتهم لإنقاذ الآخرين.

في هذا السياق، يعيش الموظفون والمرتفقون على حد سواء حالة من الرعب اليومي أثناء محاولة عبور الطريق. ففي الوقت الذي يُفترض فيه أن تكون محيطات المستشفيات مناطق “تهدئة مرورية”، يشهد هذا المحور سرعات جنونية وعدم احترام تام لممرات الراجلين. ولم تقف الأضرار عند حد الخوف النفسي، بل تجسدت في حوادث مأساوية، كان آخرها تعرض ممرضة لكسر بليغ في الحوض، وهي في طريقها لأداء واجبها المهني، ما جعل القلق يتحول إلى غضب عارم داخل الأوساط الاستشفائية.

المشهد أمام المستشفى يكشف عن فجوة في التخطيط اللوجستي؛ فالحيويّة التي يتمتع بها هذا المحور لم تُواكبها بنية تحتية تحمي الإنسان. غياب محطات مهيأة ومنظمة لسيارات الأجرة والحافلات زاد من حدة العشوائية، وجعل من عملية النزول أو الانتظار مغامرة غير مأمونة العواقب في ظل غياب وسائل تنظيم السير الفعالة.

أمام هذا الوضع المتأزم، قررت “جمعية مستخدمي وموظفي المركز الاستشفائي الجامعي” الخروج عن صمتها، موجهة مراسلات استعجالية إلى والي جهة سوس ماسة، السيد سعيد أمزازي، ورئيس المجلس الجماعي لأكادير، السيد عزيز أخنوش.

و تتخلص مطالب الجمعية في تدخل هندسي عاجل يتمثل في إنشاء قنطرة آمنة للراجلين، تضمن عبور الكوادر الطبية والمرضى بعيداً عن خطر السيارات، بالإضافة إلى إعادة تنظيم حركة السير وتوفير محطات نقل لائقة تليق بهيبة وقيمة هذا المركز الجامعي.

إن حماية الأطر الصحية والزوار ليست مجرد مطلب فئوي، بل هي اختبار حقيقي لمدى تلاؤم المشاريع الكبرى في أكادير مع احتياجات السلامة الطرقية الأساسية. فهل ستجد هذه الصرخة آذاناً صاغية قبل أن يسقط ضحية جديد؟

التعاليق (0)

اترك تعليقاً