تعيش مجموعة مدارس بيكودين وضعاً مقلقاً بعد انقطاع 11 تلميذاً ينحدرون من دوار تنبزيت عن الدراسة منذ أزيد من 22 يوماً، نتيجة ظروف جغرافية صعبة وغياب أي حل عملي يضمن التحاقهم اليومي بالمؤسسة التعليمية.
ويبعد دوار تنبزيت عن المدرسة بحوالي كيلومترين، وهي مسافة قد تبدو قصيرة على الورق، لكنها في الواقع تمرّ عبر مسالك جبلية وعرة تجعل التنقل محفوفاً بالمخاطر، خصوصاً بالنسبة للأطفال الصغار، في ظل انعدام أي وسيلة للنقل المدرسي أو دعم لوجيستي يمكنه التخفيف من حجم المعاناة اليومية. كما أن خطر الكلاب الضالة يعد هاجسا للآباء والاولياء في غياب أي بديل.
وفي خطوة محمودة، بادرت إحدى الجمعيات إلى توفير مقر بديل قريب من التلاميذ وعرضته على المديرية الإقليمية للتعليم قصد فتح قسم مستعجل يحدّ من الانقطاع ويضمن استمرار التمدرس. غير أن العرض قوبل بالرفض دون تقديم حلول بديلة، لتستمر معاناة الأسر وتطول مدة ابتعاد الأطفال عن مقاعد الدراسة.
هذا الوضع ينذر بـ كارثة تربوية واجتماعية إذا استمرت حالة الانقطاع، لما لها من تأثير مباشر على تمدرس التلاميذ واندماجهم المدرسي، خاصّة في منطقة تعرف أصلاً معدلات هدر مدرسي مقلقة.
وتطالب ساكنة تنبزيت، ومعها فعاليات المجتمع المدني، السلطات الإقليمية والمديرية الجهوية للتعليم بالتدخل العاجل لإيجاد حل واقعي يضمن عودة التلاميذ فوراً إلى الدراسة، سواء عبر توفير نقل مدرسي منتظم، أو قبول المقترح المحلي بفتح قسم مؤقت، أو أي صيغة عملية تضمن حق هؤلاء الأطفال في التعليم.
فالتعليم حق دستوري، والانقطاع ليس قدراً… والتحرك العاجل أصبح ضرورة لا تقبل التأجيل.


التعاليق (0)