تتزايد مخاوف الهيئات المهتمة بحماية المستهلك من تنامي محاولات الاحتيال الإلكتروني التي تستهدف الراغبين في التسجيل في “قرعة أمريكا 2027″، خصوصا في ظل استمرار الغموض بشأن الموعد الرسمي لانطلاق عملية التسجيل رغم انتهاء الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة.
وفي الأيام الأخيرة، امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بإعلانات تروج لخدمات التسجيل مقابل مبالغ مالية، إضافة إلى منشورات متكررة تزعم انطلاق الموعد الرسمي دون أي تأكيد من الجهات الأمريكية المختصة.
وإلى جانب ذلك، انتشرت صفحات وهمية تقدم نفسها كوسطاء معتمدين، وتدعي امتلاك معلومات مسبقة أو ضمانات للقبول، ما زاد من ارتباك عدد كبير من المتابعين وسهل وقوع البعض ضحية لهذه الأساليب.
وتفاعلا مع هذا الموضوع، نبه علي شتور، رئيس الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق المستهلك، إلى ضرورة التعامل بحذر شديد مع المحتوى المنشور على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن “هذه المنصات فضاء افتراضي، ولا ينبغي اعتماد ما يظهر فيها كمصدر موثوق لتقديم مقابل مادي تجاه الخدمات”.
وأكد شتور أن “الإنسان الواعي يجب أن يتحلى بثقافة استهلاكية يعرف من خلالها حقوقه وواجباته، ولا ينساق وراء الإعلانات المضللة”، مشددا على أن “عددا كبيرا من الأشخاص ينشطون في شبكات التواصل بهدف النصب والاحتيال في مختلف المجالات، خصوصا في ما يتعلق بموضوع القرعة الأمريكية”.
وأضاف الفاعل المدني أن التعامل الآمن يقتضي اللجوء فقط إلى مؤسسات معترف بها داخل البلاد، تمتلك مقرات فعلية وكيانات قانونية واضحة تضمن حقوق المستهلك، مؤكدا أن أي تعامل عبر الإنترنت مع جهات مجهولة يعتبر مغامرة غير محسوبة قد تنتهي بخسائر مالية أو بتورط أصحابها في إشكالات قانونية.
وفي ظل هذا الزخم من المعلومات المغلوطة ومحاولات النصب التي تتسلل عبر المنصات الرقمية، يبقى الوعي الرقمي والثقافة الاستهلاكية خط الدفاع الأول لحماية الراغبين في التسجيل في “قرعة أمريكا 2027″، كي لا تتحول أحلام الهجرة إلى فخاخ تتصيد الباحثين عن مستقبل أفضل.


التعاليق (0)