إسماعيل باعوف… قلب دفاع “عصري” يخطف الأضواء في هولندا ويقود أحلام أشبال الأطلس

أكادير الرياضي

يكتب المدافع المغربي الشاب إسماعيل باعوف (19 عامًا) قصته الخاصة هذا الموسم بين كامبور الهولندي ومنتخب المغرب لأقل من 20 سنة، بعدما تحوّل في ظرف وجيز من اسم واعد إلى ركيزة دفاعية تحظى بإجماع نادر لدى المدربين والمحللين وجماهير الدوري الهولندي.

قاد باعوف فريقه كامبور، الوصيف حاليًا في الدرجة الأولى الهولندية (Eerste Divisie)، إلى سلسلة نتائج لافتة؛ فبعد انتقاله في الميركاتو الصيفي قادمًا من أندرلخت البلجيكي، فرض نفسه سريعًا في التشكيلة الأساسية، ووقّع بداية قوية شملت ثلاث مباريات بشباكٍ نظيفة وهدفًا خلال خمس مباريات، ليصبح أحد المفضلين لدى جماهير النادي. هذا الصعود السريع دفع مدربه هانك دي يونغ إلى وصفه بأنّه “من بين أفضل المدافعين في العالم في فئته العمرية”، مشيدًا بانضباطه وهدوئه وقدرته على قيادة الخط الخلفي.

مع أشبال الأطلس، ترجم باعوف النضج نفسه في مونديال U20 بالشيلي: أرقامُه تُحكي الكثير عن تأثيره—تفوق في 11 من أصل 14 مواجهة أرضية، و11 من أصل 21 مواجهة هوائية—وساهم في إبقاء الشباك المغربية دون أهداف من اللعب المفتوح طوال ست مباريات قبل النهائي، باستثناء ركلة جزاء، ليغدو قطعةً أساسيةً في أكثر خطوط المنتخب توازنًا.

الانطباعات الإيجابية لم تقف عند حدود النادي والمنتخب؛ إذ اعتبر الدولي الهولندي السابق أنكو يانسن أن باعوف هو “أفضل لاعب في كأس العالم لأقل من 20 سنة”، داعيًا أندية الإرديفيزي للتحرّك سريعًا لضمه. أما أسطورة كامبور ساندور فان دير هايد فذهب أبعد حين قدّر قيمته السوقية بأكثر من 5.7 ملايين يورو—أي ما يفوق بخمسة أضعاف الرقم القياسي لانتقالات النادي—في مؤشر على قفزةٍ نوعية في منحنى تطوره.

نشأةُ باعوف الكروية مرّت من أكاديمية أندرلخت، حيث خاض 49 مباراة في دوري الدرجة الثانية البلجيكي (Challenger Pro League) مع فريق RSCA Futures، وتدرّج هناك كـقائد طبيعي في الخط الخلفي، قبل أن يتخذ النادي قرارًا بعدم التجديد الصيف الماضي—قرارٌ وصفته الصحافة البلجيكية لاحقًا بـ“غير المفهوم” في ضوء ما يقدّمه اللاعب اليوم.

على المستوى الفني، يُجسّد باعوف صورة المدافع العصري: قوة في الالتحامات، رشاقة بالكرة تحت الضغط، قراءة مبكرة لمسارات التمرير، وتمركز يوفّر الأمان لزملائه ويُطلق التحولات من الخلف إلى الأمام. هذه السمات، مقرونةً بهدوئه الذهني، جعلته مناسبًا لأنماط لعب استباقية تتطلب مدافعين يبنون اللعب بدل الاكتفاء بالتشتيت.

ورغم الزخم المحيط به، يحافظ باعوف على تواضعٍ وتركيزٍ يُحسبان له. قال لمجلة “فوتبال زون” الهولندية: “لا أفكر في كل ذلك. تركيزي منصب على المنتخب المغربي ونادي كامبور.” وأكد فخره بـمجموعة الأشبال التي أقصت منتخبات كبيرة قبل النهائي، ثم ختم بحلمٍ مشروع لأي لاعبٍ في عمره: التحاقه يومًا بالمنتخب الأول والدفاع عن ألوان المغرب في كأس العالم 2026.

بين احتفاء هولندي متزايد وثباتٍ ذهني داخل الملعب وخارجه، يبدو أن اسم إسماعيل باعوف في طريقه ليصبح علامة دفاعية مغربية تُكتب فصولها القادمة على ملاعب الإرديفيزي… وربما أبعد.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً