توفي، اليوم الإثنين، القيادي اليساري مصطفى البراهمة، مؤسس وكاتب وطني سابق لحزب النهج الديمقراطي العمالي، عن عمر ناهز 70 عامًا، بعد صراع مع مرض السرطان. ويُعدّ رحيله خسارة كبيرة للساحة السياسية والنقابية المغربية، لما مثّله من حضور فكري ونضالي ممتدّ لعقود.
وُلد البراهمة سنة 1955، وبرز منذ ثمانينات القرن الماضي ضمن الجيل الثاني من نشطاء المنظمة الماركسية «إلى الأمام»، حيث طبع اسمه في تاريخ الحركة اليسارية بالمغرب. ولم تخلُ تجربته من كلفة شخصية باهظة؛ إذ حُكم عليه بالسجن لمدة 20 عامًا، قضى منها 9 سنوات خلف القضبان، مُجسدًا بذلك التزامًا ثابتًا بقناعاته ومواقفه.
على الصعيد الأكاديمي والمهني، تخرج الفقيد مهندسًا من المدرسة المحمدية للمهندسين (EMI)، وهو ما منح مساره زخمًا إضافيًا وساهم في حضوره داخل الحقل النقابي. وخلال الأشهر الأخيرة، استلزم وضعه الصحي الخضوع لعمليات وعلاجات مكثفة في فرنسا.
ترك البراهمة أثرًا واضحًا في خطاب اليسار الراديكالي والعمل النقابي والحقوقي، كما ساهم في بلورة مواقف نقدية من السياسات العمومية ومن قضايا الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وبوفاته، تفقد الحركة اليسارية أحد أبرز وجوهها الذين جمعوا بين الاشتغال الفكري والالتزام الميداني.
التعاليق (0)