هذا المقال من رأي الكاتب، ولا يعبر بالضرورة عن توجه أكادير 24.

جيل Z أو حينما يقف المغرب في مفترق الطرق.. هل من سبيل للخروج من عنق الزجاجة؟

كُتّاب وآراء

امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بمشاهد توثق خروج في معظم المدن المغربية لعشرات من الشباب او ما يطلق عليهم جيل Z ،فكيف وصل الأمر إلى هذالحال ،وما هي تداعيات الظاهرة على الوضع العام للبلاد ؟وهل من إمكانية للتعامل من غير استعمال القوة.؟

أسئلة كثيرة تطرح ،ليس فقط من قبل المهتمين بالشان السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، ولكن كذلك من قبل المواطن العادي ،الذي سارت له قناعة ان ما يجري من تمرد ليس بالأمر الهين ولا بالازمة العابرة .

إن ما يطلق عليه حراك اووقفات احتجاجية،واحيانا تظاهرات الشباب ، المعروفين اختصارا بجيلZ, يضع البلاد أمام المصير المجهول ،ليس فقط لان هذالشباب ليس له ايديولوجية محددة المعالم يدافع عنها ،وإنما كذلك لا يعرف سقف مطالب هذه الفئة ، واين تنتهي ،؟وهل ما حصل في دولة نيبال بفعل GenZ هو المبتغى ،ثم ماذا بعد ذلك؟.

إن الدولة التي تعمل جاهزة لإخماد هذاللهيب ،هي من أشعلت فتيله اول مرة عندما اتخذت من استراتيجيتها على المستوى الداخلي العمل على إسكات <الصوت المعارض > وذلك من خلال اضعاف الاحزاب الجادة التي تاسست من رحم الشعب ، وبتهميشها وتحييدها ببطء من المعترك السياسي ،و هي الاحزاب التي كان يطلق عليها الاحزاب الوطنية ،وتعويضها باحزاب صنعتها الإدارة وهي المعروفة بالاحزاب الادارية، التي لا يكون لها حضور في الساحة السياسية،إلا عندما يتزامن وفترة الانتخابات ،و هي التي لا يربطها بالمواطنين ألا أصواتهم يوم الاقتراع، ولو بشرائها منهم مقابل دراهم.

وهكذا فقد ت الساحة السياسية رجالات بهوية وطنية المتشبعين بروحها ، المدافعين عن توابت الوطن والقيم الانسانيةوالعدالة الاجتماعية ،ليتحول الوطن إلى سوق كبير يعر ض فيه كل شيئ للبيع والشراء ، ،وقد غاب فيه ما هو مشترك بين المواطنين وما يوحد بينهم .

و في ظل هذه الظرفية التي طالت ، تولت وسائل التواصل الاجتماعي تربية الجيل الجديد الذي أصبح اليوم هو محور الاهتمام ،والذي ظل خارج_ اللعبة_ السياسية ، ليجد عند محاولته الاندماج في المجتمع ان الأبواب مسدودة في وجهه،وهو الذي لم يجد ، وسيطا و حزبا سياسيا يمثله ويفاوض مكانه مع الحكومة ، فخرج إلى الشارع وهو الغير المؤطر، والغير المنصهر كليا مع تقافته ،وقد ‘ملئ مشاعر سلبية ،بسبب ما يشاهده من فوارق اجتماعية ،و هو نفسه الضحية لها، وقد اتسعت الهوة بين الفقراء المنتمي هو إلى طبقتها وبين الاغنياء وإن على قلتهم قد احتكروا العمل السياسي في البلاد وسخروه لمصالحهم الخاصة .

ليطرح سؤال عريض ،إلى أين يتجه المغرب ؟ وهل يستطيع الخروج من ازمته هذه ؟التي جاءت في ظرفية مفتوحة على كل الاحتمالات ،وكيف يتاتى له ذلك بعيدا عن منطق القوة والقبضة الحديدية ؟

إن مراجعة شاملة ،للمسار السياسي بالبلاد ، وإصلاح الاعطاب العمدية التي انتجت الوضع الحالي، وتشجيع الشباب على الولوج إلى العمل السياسي بتهيئة الظروف لذلك من شفافية وإعطاء الفرصة للجميع للتنافس من أجل مصلحة الوطن اولا، والذي سيكون هذا بداية الطريق فقط، لوضع البلاد على السكة الصحيحة ،وما دون ذلك فإن كل السينايوهات وحتى الأسوأ منها واردة الوقوع ،فهل يبدأ مشوار الإصلاح الحقيقي بمحاربة الفساد المتفشي ، والعمل على ر دم الهوة بين الغني والفقير لتحقيق التوازنات المجتمعية المطلوبة وعلى جميع المستويات ،ام سيعمل بنفس الأسلوب القديم برفع العصا عالية ، وعندها يدفع بالبلاد إلى مصير مجهول، وحينها سيلوم نفسه كل من ساهم في ذلك ويكون الوقت قد فات .

الأستاذ اليزيد كونكا اليزيد كونكا

التعاليق (0)

اترك تعليقاً