هذا المقال من رأي الكاتب، ولا يعبر بالضرورة عن توجه أكادير 24.

دبلوماسية العشب و التفاهة : الجنرالات يهاجمون المغرب باضعف جنودهم

كُتّاب وآراء

بقلم: أحمد بومهرود باحث في الإعلام و الصناعة الثقافية

في خطوة جديدة تؤكد أن خيال النظام العسكري الجزائري لا يعرف حدودًا، يبدو أن عباقرة الجنرالات في ثكنات باب الواد قد اخترعوا نوعًا جديدًا من “الدبلوماسية الهجومية”: إرسال تيكتوكر مثلي يقتات على العشب في قلب الرباط، في مهمة سرية يبدو أنها خرجت مباشرة من مخيلة كاتب أفلام خيال علمي… ولكن بتكلفة منخفضة.
في مشهد عبثي لا يمكن حتى لشارلي شابلن تخيله، وصل هذا “الزائر” الذي يشبه في تصرفاته أكثر كائنات الطبيعة طرافة، ليتجول في شوارع العاصمة المغربية، قبل أن يقرر أن أفضل مكان لترك بصمته هو ضريح محمد الخامس… وكأن التاريخ المغربي لم يرَ ما يكفي من الوقاحة. وكأن النظام الجزائري قال: “فلنرسل كائنًا من الجنس الثالث، يلتهم العشب، ويتهكم على رموز المغرب… هذا سيجعلنا قوة إقليمية عظمى!”

  • أين العشب؟ هناك المهمة!

التيكتوكر، الذي تحول في لمح البصر من مخلوق رقمي غير مؤثر إلى كائن بيولوجي يلتهم الأعشاب في الحدائق، أثار عاصفة من الغضب الشعبي، لا بسبب هويته أو ميوله (فهذا شأنه الخاص ) بل بسبب قلة الاحترام لرموز دولة شقيقة، وتجاوزه كل الخطوط الحمراء باسم “الحرية” التي لم يتذوقها حتى في بلده الأصلي، حيث هو ممنوع من الدخول ومطرود من قواميس الوطنية.
لكن ماذا تنتظر من نظام يرى أن البروباغندا الحديثة تبدأ من تيكتوك وتنتهي بحفلة رقص على العشب الوطني لبلد مجاور؟

  • الجنرالات يهاجمون بورقة “المحتوى الرديء”

الحق يُقال، لقد أبدع النظام الجزائري في اختيار “الواجهة”. هذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها وسائل التواصل كمنصة للهجوم، لكن الجديد هنا هو مستوى الانحدار. فقد انتقلوا من “حروب الغاز والسياسة” إلى “حروب الهبد الرقمي”، باستخدام كائنات هجينة، لا وطن لها ولا كرامة، ولا يبدو أن لها حاجة إلى الغذاء سوى بعض الأعشاب في حدائق الرباط.
هل يعقل أن النظام الجزائري، بعد أن فشل في كل الجبهات، يعتقد أن فيديو تافه فيه استهزاء بمقدسات بلد مجاور، سيُسقط هيبة المغرب؟ أم أنه اختبار جديد لقدرة الشعب المغربي على الصبر والتجاهل؟

  • “ادخل الجزائر… ولكن اشتم المغرب أولًا!”

ما لا يعرفه كثيرون، هو أن أمثال هذا “المؤثر بالكلوروفيل” لا يتحركون مجانًا. فغالبًا ما تكون وراء هذه الخرجات ضد المغرب صفقات غير معلنة مع النظام الجزائري، يحصلون بموجبها على “تأشيرة العودة إلى الوطن الأم” مقابل خدمة بسيطة: الإساءة للمغرب ورموزه.
النظام العسكري، الذي بات يعتمد على كل ما هو هامشي وفاقد للمصداقية، وجد في هذه الكائنات الرقمية صيدًا ثمينًا: يروجون للأكاذيب، يتهكمون على ثوابت بلد جار، ثم يعودون محمولين على بساط “العفو المؤقت” وكأنهم أبطال قوميون… بينما هم في الحقيقة لا يتجاوزون مرتزقة محتوى يلهثون خلف حفنة من المشاهدات، أو بضع دقائق من رضا الجنرالات.
ولنا في أرشيف العلاقات الجزائرية مع بعض “اليوتيوبر” و”التيكتوكريين” بل وبعض الصحافيين ايضا ،عشرات القصص التي تثبت أن الطريق إلى الجزائر يمر أحيانًا من بوابة الإساءة إلى المغرب.

  • خاتمة: إلى النظام العسكري… وفروا الأعلاف، فالحصاد في المغرب لن ينفعكم

إن كانت هذه آخر أوراق النظام الجزائري، فالأفضل له أن يعيد تقييم ميزانية “الحمير الدبلوماسية” بدل صرفها على “كائنات رقمية تتغذى على التافه”. لأن المغرب، بكل بساطة، أكبر من أن يهتز بارتعاشات تيكتوكر يبحث عن الشهرة الرخيصة.
فليأكل العشب من شاء، المغرب بلد الحضارة لا المرعى.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً