تعاني عدد من الدواوير التابعة لجماعة تافراوتن بإقليم تارودانت من غياب شبه تام للتغطية بشبكة الهاتف المحمول وخدمات الإنترنت، مما يزيد من عزلتها ويخلق صعوبات يومية متفاقمة، خاصة في ظل التحولات الرقمية المتسارعة التي يعرفها العالم.
وتشمل هذه المعاناة دواوير تمسولت، أوزلضا، تمندرت، تكوليان، طورمات، تكديرت، وتمضغوست، حيث يجد السكان أنفسهم خارج نطاق التغطية، ما يجعل أبسط عمليات التواصل شبه مستحيلة، ويعقد التدبير اليومي لحاجياتهم، سواء في ما يتعلق بالتعليم أو الإدارة أو الخدمات الصحية.
وترتفع حدة الأزمة في حالات الطوارئ، مثل نقل المرضى أو الإبلاغ عن الحوادث، إذ يجد الأهالي أنفسهم في عزلة كاملة دون إمكانية الاتصال بالإسعاف أو السلطات المعنية، ما يشكل خطرا مباشرا على سلامة السكان، خاصة المسنين والنساء الحوامل والأطفال.
ويؤكد فاعلون محليون أن هذه الدواوير تعيش في عزلة رقمية خانقة، تحرمهم من أبسط حقوق المواطنة المرتبطة بالولوج إلى المعلومة والتواصل السريع، خاصة في زمن أصبحت فيه التغطية بشبكة الهاتف والإنترنت جزءا لا يتجزأ من البنية التحتية الأساسية لأي منطقة.
ولا تقتصر تداعيات غياب التغطية على الجانب الاجتماعي فقط، بل تمتد لتؤثر بشكل مباشر على التحصيل الدراسي، حيث تعاني الأسر من عدم قدرة أبنائها على متابعة الدروس الرقمية أو الوصول إلى المنصات التعليمية، كما تتأثر الخدمات الإدارية التي أصبحت تعتمد بشكل متزايد على الوسائل الرقمية في التفاعل مع المواطنين.
وفي ظل هذا الوضع، تعالت أصوات الساكنة والمجتمع المدني مطالبة الجهات الوصية بالتدخل العاجل، قصد تمكين هذه المناطق من تغطية شاملة بشبكات الهاتف النقال والثابت، إلى جانب توفير خدمة الإنترنت، باعتبارها ضرورة أساسية للتنمية وركيزة لفك العزلة الاجتماعية والاقتصادية عن هذه المناطق الجبلية.
ويأمل السكان أن تجد نداءاتهم صدى لدى الجهات المعنية، من أجل رفع هذا الحيف الرقمي وتحقيق الحد الأدنى من العدالة المجالية، حتى لا تبقى بعض مناطق المغرب العميق خارج مسار التنمية الرقمية، في وقت أصبح فيه الاتصال حقا لا امتيازا.
التعاليق (0)