في مفارقة تثير الاستغراب والاستياء، تعيش ساكنة جماعة تسكدلت التابعة لإقليم اشتوكة أيت باها أزمة خانقة في التزود بالماء الصالح للشرب، رغم ما تتمتع به المنطقة من وفرة في الموارد المائية، وفق ما يؤكده المنتخبون المحليون أنفسهم.
وتفاقمت معاناة المواطنين خلال الفترة الأخيرة بسبب تكرار انقطاع المياه، خاصة في فصل الصيف ومع حلول المناسبات الدينية التي تعرف ارتفاعا في الطلب، ما جعل الحياة اليومية للسكان تتحول إلى معاناة مستمرة في ظل صمت الجهات المسؤولة.
وكان عدد من أعضاء المجلس الجماعي قد صرحوا في مناسبات سابقة بأن جماعة تسكدلت تتوفر على احتياطي مائي يفوق حاجياتها، بل يكفي حتى لتزويد جماعات مجاورة، الأمر الذي زاد من غضب الساكنة التي ترى في هذا التناقض دليلا على سوء التدبير وغياب العدالة في توزيع الموارد الحيوية.
ويشير عدد من المواطنين والفاعلين المحليين بأصابع الاتهام إلى الجمعيتين المحليتين المكلفتين بتوزيع الماء الشروب، إذ تزود الأولى ما يفوق 660 منزلا، فيما تغطي الثانية أكثر من 700 منزل، بتسعيرة لا تتجاوز 10 دراهم للطن ورسوم اشتراك رمزية، إلا أن الخدمات تبقى دون المستوى المطلوب.
وأعرب السكان عن استيائهم من ضعف صبيب المياه والانقطاعات المتكررة التي تهدد الأمن المائي للأسر، مشيرين إلى غياب رؤية واضحة لدى الجمعيتين في تدبير وتوزيع المياه، وافتقار العملية للشفافية والرقابة، وهو ما يطرح تساؤلات عديدة حول مآل مساهمات المواطنين وأوجه صرفها.
وفي ظل هذا الوضع المقلق، ناشدت الساكنة عامل الإقليم بالتدخل العاجل لإيجاد حل جذري لهذه الأزمة المتواصلة، من خلال إعادة النظر في طريقة تسيير الجمعيات المحلية، وتكليف جهات مختصة بمراقبة وضمان تسيير عادل وناجع لهذا القطاع الحساس.
ويأمل سكان تسكدلت أن تتحول الموارد المائية التي تتمتع بها جماعتهم إلى مصدر للراحة والرفاه، عبر ترشيد الاستغلال وضمان التوزيع العادل، بدل أن تبقى مصدرا للمعاناة والاحتقان الاجتماعي الذي قد يتفاقم إذا استمر غياب الحلول الجذرية.
التعاليق (0)