زيارة بول كاغامي للجزائر.. صمت ديبلوماسي يتحوّل إلى “موقف مفبرك” بشأن الصحراء

IMG 5543 خارج الحدود

agadir24 – أكادير24

في مشهد ديبلوماسي أثار جدلاً واسعاً، شهدت الجزائر زيارة الرئيس الرواندي بول كاغامي، التي رافقها ما وصفه مراقبون بـ”مؤتمر صحافي بدون ترجمة ولا تصريحات”، انتهى بتأويل جزائري مثير للدهشة حول موقف رواندا من قضية الصحراء المغربية.

ففي الوقت الذي غاب فيه أي تصريح رسمي من الضيف الرواندي، عمد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى تقديم إحاطة إعلامية بدا وكأنه يخاطب نفسه، في ظل غياب سماعات الترجمة الفورية، وعدم صدور أي كلمة عن الرئيس كاغامي، الذي بقي صامتًا طيلة الحدث، في مشهد بدا أقرب إلى المونولوج السياسي منه إلى مؤتمر ثنائي.

المثير في الواقعة أن الرئيس تبون ذهب أبعد من ذلك، عندما أعلن أن رواندا تدعم، على غرار بلاده، خيار “الاستفتاء وتقرير المصير” في الصحراء، دون أن يصدر أي تأكيد أو تعليق من الجانب الرواندي، سواء خلال المؤتمر أو في أعقابه.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد تجاهل الإعلام الرسمي الجزائري كليًا حقيقة أن كيغالي سبق لها أن سحبت اعترافها بما يسمى “الجمهورية الصحراوية”، في موقف ديبلوماسي واضح يعود إلى سنوات خلت، ما يجعل التصريحات الجزائرية، في أحسن الأحوال، محاولة لتأويل صمت الضيف بما يخدم روايتها الرسمية حول ملف الصحراء.

هذا “التأويل الصامت”، الذي انتقده عدد من المتابعين، أعاد إلى الواجهة أسلوبًا اعتاد عليه الإعلام الرسمي الجزائري في مناسبات مشابهة، حيث يتم تضخيم اللقاءات الثنائية واختلاق مواقف داعمة لأطروحة الانفصال، رغم غياب أي تأكيد علني من الضيوف.

وفي غياب أي بلاغ مشترك أو توثيق رسمي لتصريحات من الجانب الرواندي، ظل الرئيس كاغامي صامتًا، كما لم تُسجّل حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي – المعروفة بنشاطها – أي إشارة إلى ملف الصحراء أو ما ورد في حديث تبون.

ويبدو أن الرئيس الجزائري اعتمد على قاعدة ديبلوماسية فريدة: “عندما يصمت الضيف، ننطق باسمه!”، وهي قاعدة تفتح باب التساؤل حول مدى احترام الأعراف الديبلوماسية، ومدى مصداقية الخطاب الرسمي الجزائري في تعاطيه مع قضايا إقليمية معقدة مثل ملف الصحراء المغربية.

وفي انتظار أي توضيح من الرئاسة الرواندية، يبقى الصمت الرواندي – هذه المرة – أكثر بلاغة من كل ما قيل.

مقالات ذات صلة

التعاليق (0)

اترك تعليقاً