المتابع لما يجري في المجتمعات المسلمة، ومنها المجتمع المغربي _من تحولات خاصة على المستوى المظهر الديني فيها. لا يخفى عليه أن هناك جهات خارجية تعمل على تغيير جوهر الدين الإسلامي، وتقديم دين بديل عنه يرضي تلك الجهات الخارجية .
وانعكاسا لتلك التدخلات الخارجية ، ظهرت في السنوات الاخيرة نقاشات في هذه المجتمعات الإسلامية تقودها نخب محسوبة عليه، والتي تعمل لصالح المشروع الأجنبي، الذي انتقل بالفعل من مجرد مشروع ونقاش ،إلى تطبيق في الواقع سواء على مستوى مناهج التعليم وحتى في المساجد حيث قيدت حرية المسلم في الدعاء الى الله مما يرجوه منه، وخلق وهم لديه ، أن ليس له أعداء يحاربون دينه ظاهرا وخفية.
إن عجز الحكومات على مواجهة هذالخطر وخضوعها لهذه التدخلات ،في شؤونها الداخلية وحتى المس بعقيدة مواطنيها ،وغياب أحزابا سياسية او إطارات وطنية تدافع عن توابتهم ،يدق ناقوس الخطر للبحث عن كيفية مواجهة هذاالاختراق، الذي تجاوز ما كان يفعله الاستعمار عندما كان يحتل أراضيهم بالقوة .
إن مهل المخترقون الجدد في تحقيق مشاريعهم ،بتغيير ما انزل الله ،وما سار عليه المسلمون ،في اتباع سنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، يطرح سؤالا آنيا ومشروعا ، كيف يمكن للمسلم كفرد و المسلمون كجماعة أن يواجهوا هذا البلاء ،وهم ينظرون بعجز لما يجري، وقد استشعروا خطره على معتقدهم الديني؟ .
إن الظرفية الدقيقةالحالية ،التي تمر بها المجتمعات الإسلامية، وانغماس الناس في أمورهم الدنيوية سيجعل التصدي لهذالاختراق، مؤجلا إلى حين .
إن ما يتعرض له المسلمون من تحريف لدينهم وبشكل ممنهج ورسمي سيؤثر ولا شك على مستقبل هوية الشعوب الإسلامية، التي لن تجد أن الروابط بينها قد زالت ،وأن الدين الواحد الذي يجمعهم لم يعد هوذاك الدين الذي اخذوه عن سلفهم ،وهو ما يعني دخول المجتمعات الإسلامية، إلى فترة مظلمة، قد تكون هي الزمان الذي تحدث عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: <سيأتي زمان على أمتي لا يبقى من الإسلام إلا اسمه، ومن الإيمان إلا رسمه، ومن القرآن إلا حرفه، همهم بطونهم، دينهم دراهمهم، قبلتهم نساؤهم، لا بالقليل يقنعون، ولا بالكثير يشبعون> وانتظارا لماسيؤول اليه مصير أمة محمد صلى الله عليه وسلم لا يسع إلا التذكير بقول الله تعالى <لله الأمر من قبل ومن بعد >
الاستاذ اليزيد كونكا
التعاليق (0)