يتصاعد منسوب الاحتقان بين سكان جماعة أيت امزال التابعة لإقليم اشتوكة أيت باها والرعاة الرحل الوافدين على المنطقة،
وذلك بسبب الاعتداءات المتكررة التي تتعرض لها ممتلكات الساكنة ومغروساتهم.
وعبر السكان في أكثر من مناسبة عن غضبهم الشديد إزاء استباحة ممتلكاتهم من طرف مواشي الرحل، في الوقت الذي يطالبون فيه السلطات المحلية والإقليمية بتدخل فوري وحاسم لوقف الانتهاكات التي باتت تهدد السلم الاجتماعي بالمنطقة.
ودخل مستشارون ونواب رئيس جماعة أيت امزال على خط الموضوع ، حيث أصدروا مؤخرا بيانا استنكاريا أكدوا فيه أن “المنطقة تشهد هجمات متزايدة من طرف مجموعات الرحل، وصلت إلى حد تدنيس حرمة المقابر ونهب مضخات المياه والخزانات التي تعتمد عليها الساكنة في سقي مواشيها”.
وسجل هؤلاء أن “الاعتداءات طالت أيضا مشاريع فلاحية حيوية ممولة من المال العام، من بينها مشروع غرس الصبار المقاوم للحشرة القرمزية في عدد من الدواوير”.
وأضاف البيان أن هذه الممارسات “تتزامن مع تنظيم موسم تعلات السنوي، حيث تستغل هذه المجموعات الغياب التام للسلطة المحلية لتنفيذ تحركاتها بدون رادع، بل وبحماية غير معلنة من بعض الأطراف”، حسب تعبير المصدر ذاته.
واستنكر المنتخبون صمت الجهات المسؤولة على ما وصفوه بـ “الانتهاك السافر لحرمة الموتى والمقابر في دواوير تمجلوشت وتينودي وتمزووط”، معتبرين أن الأمر لا يتعلق فقط بخروقات قانونية، بل أيضا بـ “مس بالقيم الدينية والأعراف المجتمعية”.
وتبعا لذلك، طالب الموقعون على البيان بـ “فتح تحقيق عاجل ونزيه في ما تتعرض له الجماعة من انتهاكات، وتعويض المتضررين ماديا ومعنويا، ووضع خطة مستدامة لحماية الأراضي والممتلكات، وتطبيق العرف المحلي الذي يقضي بإغلاق مجالات شجر الأركان ابتداء من فاتح ماي”.
ويأتي هذا في الوقت الذي استفحلت فيه ظاهرة توافد عدد هائل من رؤوس ماشية الرعاة الرحل على مناطق متفرقة بجهة سوس ماسة، حيث تحولت العديد من الدواوير إلى مرتع لرؤوس الماشية التي عاثت فسادا في ممتلكات الساكنة المحلية.
ويخلف هذا الوضع انعكاسات سلبية على الغطاء النباتي والمزارع، كما يرفع منسوب الاحتقان بين الرحل والساكنة، حيث يصبح المطلب المحوري للمواطنين هو تحقيق السكينة وترسيخ الطمأنينة، مع الحفاظ على المشهد الطبيعي للعديد من الدواوير التي تهددها بشكل يومي رؤوس الإبل والغنم، بفعل إتيانها على الأخضر واليابس.
التعاليق (0)