في خطوة تصعيدية جديدة تعكس العقلية العدائية الممنهجة التي ينهجها النظام الجزائري ضد المغرب، أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية عن طرد محمد السفياني، نائب القنصل العام المغربي بوهران، دون تقديم أي دليل على مزاعمها بوجود “تصرفات مشبوهة”. هذه الخطوة ليست سوى امتداد لسلسلة من القرارات العدائية التي تتخذها الجزائر ضد المغرب، في محاولة يائسة لصرف الأنظار عن أزماتها الداخلية المتفاقمة.
مسرحية دبلوماسية مكشوفة
لم تقدم الجزائر أي دليل يثبت مزاعمها بشأن “التصرفات المشبوهة” للدبلوماسي المغربي، مما يجعل قرارها مجرد حلقة جديدة في مسلسل التصعيد غير المبرر. ومن المثير للسخرية أن النظام الجزائري، الذي يغرق في أزماته الاقتصادية والاجتماعية، يصر على توجيه أنظاره إلى المغرب لصناعة عدو وهمي يبرر به فشله الذريع في تلبية مطالب شعبه.
إن توقيت القرار الجزائري لا يمكن فصله عن الضغوط الداخلية المتزايدة التي يواجهها النظام العسكري، سواء بسبب الأزمة الاقتصادية، أو الاحتجاجات الشعبية الصامتة، أو فقدان الشرعية السياسية في الداخل والخارج. فاللجوء إلى التصعيد مع المغرب أصبح الوسيلة المفضلة للنظام لتشتيت انتباه الجزائريين عن الأوضاع المزرية في بلادهم.
العداء المستمر: إفلاس سياسي وعزلة دولية
منذ قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب في 2021، لم تتوقف الجزائر عن اتخاذ خطوات تصعيدية تعكس هوسها المرضي بمعاداة المملكة. وبينما تروج للخطاب العدائي ضد المغرب، تجد نفسها في عزلة إقليمية ودولية متزايدة، بعدما فقدت مصداقيتها أمام شركائها الدوليين بسبب سياساتها العدائية وغير المتزنة.
قرار طرد الدبلوماسي المغربي لن يغير شيئًا في الواقع، بل سيكشف مجددًا الوجه الحقيقي لنظام يتخذ من العداء للمغرب سياسة ممنهجة، في وقت يحتاج فيه الشعب الجزائري إلى حلول حقيقية لمشاكله بدل الانشغال بخلق الأزمات الخارجية.
المغرب: سياسة ثابتة ومسؤولية دبلوماسية
في مقابل هذا التصعيد، تواصل المملكة المغربية التعامل بحكمة ومسؤولية، رافضة الانجرار وراء استفزازات نظام لم يعد يجد ما يقدمه لشعبه سوى الشعارات الجوفاء والقرارات العدائية. فمنذ قطع العلاقات، لم تتوقف الجزائر عن توجيه الاتهامات الباطلة، لكن المغرب يثبت مرة بعد مرة أنه قادر على التعامل بواقعية وهدوء، واضعًا المصالح العليا لشعبه فوق كل الحسابات الضيقة.
قرار طرد الدبلوماسي المغربي ليس سوى حلقة جديدة في مسلسل الهروب إلى الأمام الذي يمارسه النظام الجزائري. وبينما يحاول قادة الجزائر تصعيد التوتر مع المغرب، يبقى السؤال الأهم: إلى متى سيظل النظام العسكري يراوغ ويتهرب من مواجهة أزماته الداخلية عبر افتعال معارك خارجية؟
التعاليق (0)