وأخيراً…
وصل الفارس المغوار الجزائري وليد صادي إلى كرسيّ العضوية ب “الكاف ” هذه المنظمة الكروية القارية التي مافتئت الجزائر العظمي تطالب وبشدّة طيلة السنوات الأخيرة بتحريرها من أيادي المختطفين المفسدين المكولسين بقيادة بيدق المخزن المغربي السيد فوزي لقجع
ووفاءً لهذه المهمّة النبيلة عربون صيانة أمانة الشهداء ومكة الثوار وباسم أحرار العالم تدخّلت رئاسة الجزائر وبكل ثقلها ووزنها من أجل تعبيد طريق الوصول إلى هذا المقعد.. كإنجاز دبلوماسي غير مسبوق حسب عناوين جرائد هذا الصّباح.. بعد أمسية احتفالية عرفتها جميع المنصات والمنتديات الرياضية وعلى صوت واحد… الجزائر تعود بقوة إلى الكاف للقضاء على لقجع المخزني..
وبدون مبالغة سأضع بين القراء – وبكل أمانة- هذه الفقرة كخلاصة طبيعية لهذا الهذيان هناك في ذاك العالم الآخر :
( شكرا سيادة الرئيس تبون ..
هكذا نريد الجزائر ..قوية وترفع الرأس ..سواء في مجلس الأمن أو أي محفل أو منظمة إقليمية أو هيئة دولية ،
هاهي “الكاف” وقريباً “الفيفا” حتى نعود لمكاننا العادي و الطبيعي)
هي خلاصة مقال تحليلي حسب صاحبه جمع فيه ما لا يجمع وتساوت فيه المقاعد من الكرة إلى مجلس الأمن ولقجع إلى جانب الحموشي.. وصولا إلى هرم الدولة بين تبون وجلالة الملك.. وحين تبحث عن الرابط في هذا الخليط العجيب تقتنع بشكل فوريّ بأن الجزائر كوكب آخر و وكما قيل عالم آخر حتى في عناوينهم :
( نيران محمد السادس لا تطفئها إلا مياه الرئيس تبون..من مجلس الأمن إلى الكاف ..عندما تعود الجزائر إلى مكانها الطبيعي)
وبنوع من الهدوء.. هدوء هذا السؤال البسيط الذي لم يطرحه اي احد على نفسه بدءا من رئيس الدولة السيد عبد المجيد تبّون إلى آخر بوق عصابته..
كيف وصل فارسكم المغوار إلى مقعد العضوية بالكاف..
فالجواب هو إهانة للدولة الجزائرية.. للرئاسة التي تدخلت.. لأرواح شهداء الثورة الجزائرية.. ولكل الشعارات الرنانة.. انطلاقا من كون هذا المقعد جاء نتيجة رشوة بصيغة أخرى وليس عن تنافس واستحقاق انتخابي كما هي عادة كل المقاعد بالكاف..
أن يتدخل رئيس دولة بحجم الجزائر القارة لدى تونس القيسية من أجل التنازل عن الترشيح فلايعني ذلك إلاّ الخوف من الهزيمة.. وإقرار من حيث لا يدري الرئيس ان بلده بالفعل لا وزن ولا هبة ولا قيمة..درجة ان أصغر مقعد قاريّ يتطلب تدخل الدولة وبشكل مهين وغير مشرف فكيف يريد ان يُنتبه إليك داخل البريكس او غيره من مقاعد أممية وقارية أخرى..
وها هو قد وصل…
فقد وصل وحيداً يتيماً وبدون شرعية استحقاقية في أفق ان ينسحب في لحظة من لحظات تدوال قضية ما كما انسحب بن جامع ممثل دولته بمجلس الأمن.. وكلا المقعدين جاءا في إطار التداول الترتيبي بين الدول بدون منافس
وسيمرون هناك كعادتهم بالكثير من الضجيج بدون أيّ أثر يذكر غير الشفقة المشفوعة بالإستهزاء والضحك على مثل هذه المقالات المسماة خارطة طريق حسب وكالة الأنباء الرسمية في ذلك العالم الآخر وبهذا التدقيق
.فمخططات الحموشي يفسدها إلا عبد القادر حداد..
و تحركات وتحالفات فوزي لقجع لا يقضي عليها إلا وليد صادي
وكجواب على هذه البيان الحربي سنبدأ بالسيد فوزي لقجع بأن اهم إنجاز دبلوماسي هو جعل الرئيس تبون يصوّت ضد التحاق جمهوريته الصغرى بالكاف وفي مدينة الرباط كمان..
لينصرف بعد ذاك – وبهدوء – إلى مهامه الوطنية ذات الصلة بالتظاهرات الرياضية الكبرى الدولية والقارية خلال ما تبقى من هذا العقد الثلاثيني.. وهي نتيجة طبيعية لقيمة وهبة ووزن الدولة التي يمثلها وسط الأمم.. وهو الفرق بين المقعدين داخل الكاف بتحالف أكثر من 35 دولة خلف السيد لقجع المغربي .. ومقعد يتيم ومنعزل تمّ الوصول إليه عبر التسول والإستجداء..
أما السيد الحموشي فقد حصل على منصب نائب رئيس المنطقة الدولية للشرطة القضائية عن القارة الإفريقية خلال مؤتمر غلاسكو وبالإجماع ( 39 على 39 صوت) ليكون الجهاز الامنى المغربي على رأس الإنتربول بإفريقيا، والأسرار الأمنية وملفاتها المنسية و المعقدة سيعمل على إحيائها و الإفتاء فيها بإطلاق المتابعات، في حق شنقريحة سفاح العشرية السوداء وبن بطوش مغتصب النساء
بل الأكثر ان بلادنا تمكنت من الظفر بتنظيم المؤتمر الخاص بالإنتربول خلال سنة 2025 بمراكش، لتنضاف القيادة الأمنية المغربية لإفريقيا بجانب هذا الحضور الإقتصادي القوي والإشعاع الرياضي الكروي خاصة
هي المقاعد الدولية ذات الوزن الثقيل وبحصة مشرفة ومعبرة عن مكانة المملكة المغربية الشريفة وسط الأمم والقارات..
هي كاريزما قياداتنا وذكاء كوادر واطر وطننا في تحجيم وتصغير ما يسمى بالقوة الضاربة في كل المحافل الدولية والإقليمية التي تفرض على الرئيس تبون وعطاف تجنب ذكر ما يسمى بالصحراء الغربية في هكذا لقاءات.. او تصريحات..
و الأكثر من ذلك ستضطر سفارة الجزائر بعد توصلها بإشعار من الخارجية السعودية تطالبها فيها بتضمين عبارة شارع الصحراء المغربية في المراسلات الرسمية و غير الرسمية، بين السفارة الجزائرية و وزارة الخارجية السعودية، أو بين السفارة الجزائرية و باقي التمثيليات الدبلوماسية داخل السعودية عملا بقوانين المملكة و تنفيذا لقرارات ولي العهد السعودي الذي دشْن مؤخرا أكبر شارع في الرياض باسم الصحراء المغربية تقع فيه بناية السفارة الجزائرية..
هي لعبة الكبار مع الكبار.وليس غريبا أن يستقبل السيد ناصر بوريطة في روسيا بتلك الحفاوة وذاك الحجم في العدد والنوعية مقارنة مع اللقاء البئيس للوزير الجزائري عطاف.. كما ليس مفاجئا ان يتحمّس بوتين بتجديد وتوسيع الشراكة مع المغرب..
هي الجزائر بحجمها الجغرافي الكبير بقيادة صغار النفوس صغر مقعد الكاف نفسه..
هو الفرق بين صغار النفوس وكبارها على لسان الكاتب ميخائيل نعيمة في كتاب له :
( .. في حين أن النفس الصغيرة تضيق بالكبيرة فتناصبها العداء.. أما الكبيرة فتقابلها إما بالصفح أو اللامبالاة ..لذلك كان صغار النفوس مبعث الفساد والقلق في الأرض.. وكبار النفوس ملح الأرض وخميرتها.. والواحات النضرة في صحاريها)
هل تنبّأ الكاتب ميخائيل نعيمة بدولة نموذجية لصغار النفوس
وهل تنبأ أيضاً بالواحات النضرة داخل صحرائنا الغربية المغربية.
على أيّ.. فالوصف بليغ ولاصق
يوسف غريب كاتب صحفيّ.
مقعد الكاف.. إنجاز دبلوماسي جزائري غير مسبوق